رأيتُ في النّومِ أبا مِرّة ٍ - صفي الدين الحلي

رأيتُ في النّومِ أبا مِرّة ٍ
شيخيَ في تهذيبِ علمِ البيانِ

وحَولَهُ من رَهطِهِ عُصبَة ٌ،
يشيرُ نحوي لهم بالبنانِ

وقالَ: يا بُشراكُمُ بالذي
غَيّبتُمُ عن ذِكرِهِ بالعيانِ

هذا الذي أخبرتكم أنهُ،
في نظمهِ، أوحدُ هذا الزمانِ

وقالَ: لو شنفتَ أسماعنا
ببعضِ ما نَظّمتَ في ذا الأوانِ

فعندها أوردتُ من مدحكم
بَدائعاً مَنظُومَة ً كالجُمانِ

فَعادَ كلٌّ منهُمُ قائِلاً
أحسَنتَ يا ربّ المَعاني الحِسانِ

فقالَ: مع ذا المدحِ هل أنعمُ
بضَيعَة ٍ عامرَة ٍ أو فِدانِ

فقلتُ: لا! قال: ولا منزلٌ
مستحسنٌ يغنيك عن بيتِ خانِ

فقلتُ: لاّ قال: ولا سابقٌ
مَرَفَّهُ السَّوقِ شَقيّ العِنانِ

فقلتُ: لا! قال: فنم صاغراً،
ما أنتَ إلاَّ بِغَويّ اللّسانِ