غَيري بحَبلِ سِواكمُ يَتَمَسّكُ، - صفي الدين الحلي

غَيري بحَبلِ سِواكمُ يَتَمَسّكُ،
وأنا الذي بتربكم أتمسكُ

أضَعُ الخُدودَ على مَمَرّ نِعالِكم،
فكأنني بترابها أتركُ

ولقد بذلتُ النفسُ، إلا أنني
خادعتكمْ، وبذلتُ ما لا أملكُ

شَرطي بأنّ حُشاشتي رقٌّ لكم،
والشرطُ في كلّ المذاهبِ أملكُ

قد ذقتُ حبّكمُ، فأصبَحَ مُهلكي،
ومنَ المطاعمِ ما يذاقُ فيهلكُ

لا تَعجَلوا قَبلَ اللّقاءِ بقتلَتي،
وصلوا، فذلكَ فائتٌ يستدركُ

ولقد بكيتُ لدهشتي بقدومكم،
وضحكتُ قبلُ وهجرُكم لي مهلكُ

ولربّما أبكَى السرورُ إذا أتَى
فرطاً، وفي بعضِ الشدائدِ يضحكُ

زَعَمَ الوُشاة ُ بأنْ هَوِيتُ سِواكمُ،
يا قُوتِلَ الواشي، فأنّى يُؤفكُ

عارٌ عليّ بأنْ أكونَ مشرِّعاً
دينَ الهَوى ، ويُقال إنّي مُشرِكُ