ظنّ قومي أنّ الأساة ً ستبري - صفي الدين الحلي

ظنّ قومي أنّ الأساة ً ستبري
داءَ وجدي، وذاكَ شيءٌ بَعيدُ

فأتَوا بالطّبيبِ، وهوَ لَعمري
في ذَوي فَنّهِ مُجيدٌ مَجيدُ

مذ رأى علتي، وقد لاحَ للمو
تِ عليها أدِلّة ٌ وشُهودُ

جسّ نَبْضِي وقال: ما أنتَ شاكٍ؟
قلتُ: ناراً لم يُطفِها التّبريدُ

فغَدا يُخلِصُ الدّواءَ، فألفَى
نارَ وجدي معَ الدّواءِ تَزيدُ

قال: ما كان أصلُ دائكَ هذا؟
قلتُ: طرفي، وذاكَ حالٌ شديدُ

قال: إنّ الهواءَ أحدثَ بلوا
ك، فقلتُ: المقصورُ لا الممدودُ

فانثنى حائراً، وقال لقَومي:
ما دواءُ العُشّاقِ إلاّ بَعيدُ