وغَيْثٍ مَرِيعٍ لم يُجَدَّعْ نَباتُهُ - ابن مقبل
وغَيْثٍ مَرِيعٍ لم يُجَدَّعْ نَباتُهُ
وَلَتْهُ أَهَالِيلُ السِّمَاكيْنِ مُعْشِبِ
بَسَرْتُ ، وغَنَّاني الذبابُ عَشِيَّة ً
بذابلِهِ ، والشمسُ لمَّا تَغَيَّبِ
وللشمسِ أسبابٌ كأنَّ شُعاعَها
مَمَدُّ حِبَالٍ في خِبَاءٍ مُطنبِ
بذي مَيْعَة ٍ ، كأنَّ بعضَ سِقَاطِهِ
وتَعْدائِهِ رِسْلاً ذآليلُ ثعلبِ
جرى قَفِصاً ، وارتَدَّ مِنْ أَسْرِ صُلْبِهِ
إلى موضِعٍ مِنْ سَرجِهِ ، غيرَ أحْدَبِ
كأنَّ ذُناباهُ ومَنْسِجَ مَتنِهِ
مَدَاحِضُ وَقْعِ القَطْرِ عَنْ تَيْسِ حُلَّبِ
يكادُ برِجْلَيْهِ يَطيرُ ، وبَطنُهُ
بَطِيِّ رِداءِ الراكبِ المُتَلَبِّبِ
ومُستَكبِرٍ ، مَنْ باتَ حاجبَ بابِهِ
مِنَ الناسِ،إِلاَّ ذَا المَهَابَة ِ،يُحْجَبِ
بَدا كعتيقِ الطيرِ قاصرَ طَرفِهِ
مُسَرْبَلَ دِيبَاجِ القَمِيصِ المُطَيَّبِ
عرضْتُ بأجْدالٍ لهُ ، فصرَفْتُهُ
مُدَافَعَة ً عَنْ ذَنْبِ آخَرَ مُذْنِبِ
فَرُحْتُ بِبُرْدَيْهِ،ومَنْ كَانَ عِنْدَهُ
يَعَضُّ البَنَانَ مِنْ عَدُوٍّ ومُعْجَبِ