لو كُنتُ أَبكي لِلحُمول لشاقَني - سلامة بن جندل

لو كُنتُ أَبكي لِلحُمول لشاقَني
لليلى ، بأعلى الوادِ الواديينِ، حمولُ

يطالعنا منْ كلِّ حدجٍ مخدَّرٍ
أوانسُ بِيضٌ ، مِثلُهنَّ قَليلُ

يشبّهها الرائي مهاً بصريمة ٍ
عَلَيهِنَّ فَينانُ الغُصونِ ظَلِيلُ

عقيلهنَّ الهيجمانة ُ، عندها
لنا- لو نحيَّا- نعمة ٌ ومقبلُ

وفِتيانِ صِدقٍ ، قَد بَنَيتُ عَلَيهمُ
خِباءً بِمَوماة ِ الفَلاة ِ ، يَجُولُ

كما جَالَ مُهرٌ في الرِّباطِ ، يَشُوقُهُ
على الشَّرفِ الأقصَى المَحَلِّ ، خُيولُ

تلاقتْ بنو كعبٍ وأفناءُ مالكٍ
بأمرٍ ، كصَدرِ السَّيفِ ، وهْوَ جَلِيلُ

تَرَى كلَّ مَشبوحِ الذِّراعَينِ ضَيغَمٍ
يَخُبُّ به عارٍ شَواهُ ، عَسُولُ

أَغَرَّ ، مِنَ الفِتيانِ ، يَهتَزُّ للنَّدَى
كما اهتَزَّ عَضبٌ باليَمينِ ، صَقِيلُ

كأنَّ المذاكيْ، حينَ جدَّ جميعنا،
رَعيلُ وُعُولٍ ، خَلفَهُنَّ وُعولُ

عَلَيهِنَّ أولادُ المُقاعِسِ قُرَّحاً
عناجيجُ، في حوٍّ لهنَّ صهيلُ

كأنَّ على فرسانها تضخَ عندمٍ
نجيعٌ، ومسكٌ بالنحورِ يسيلُ

إذا خرجتْ من غمرة ِ الموتِ ردَّها
إلى المَوتِ ، صَعبُ الحافَتينِ ، ظَلِيلُ

فما تَركُوا في عامرٍ مِن مُنَوِّهٍ
ولا نسوة ٍ، إلاَّ لهنْ عويلُ

تَركْنَ بَحِيرا والذُّهابَ ، عَلَيهما
من الطير غاباتٌ، لهنَّ حجولُ