عَزّ الذي بالمَوتِ ردّ غنيَّنا - أبوالعلاء المعري

عَزّ الذي بالمَوتِ ردّ غنيَّنا
كفَقيرِنا، ومُقيمَنا كالرّاحلِ

ما أسرَعَ التغييرَ، إن مَرِهَ الفَلا
بسرابهِ، فاللّيلُ إثمِدُ كاحِل

أعيى الخَلاصُ من السّقامِ، وصورةُ الـ
ـقَمرِ المنيرِ إلى هلالٍ ناحِل

أعَجِبتَ للطّفلِ الوليدِ بمَهدِه،
لم يَخطُ، كيفَ سَرى بغيرِ رواحل

قد عاشَ يَوْمَيْهِ وعُمّرَ ثالثاً،
ثمّ استراحَ من المَدى المتماحل

كمْ سارَ من سَنَةٍ أبوهُ، فيا له،
قطعَ المَسافةَ في ثلاثِ مَراحل

رُفِعَتْ له لُجَجُ البحارِ، فعامَها،
ونجا وأصبَحَ سالماً بالسّاحل