أُمورٌ تَستَخفُّ بها حُلومٌ، - أبوالعلاء المعري
أُمورٌ تَستَخفُّ بها حُلومٌ،
وما يَدري الفتى لمن الثُّبورٌ
كتابُ محمّدٍ، وكتابُ موسى،
وإنجيلُ ابنِ مَريمَ، والزّبور
نهَتْ أُمماً، فما قبلتْ، وبارت
نصيحتُها، فكلُّ القومِ بُور
ودارَا ساكنٍ وحَياةُ قَوم،
كجسرٍ، فوقَهُ اتّصَلَ العُبور
يُعطَّلُ مَنزلٌ، ويُزارُ قَبرٌ،
وما تبقى الدّيارُ ولا القُبور
حِمامٌ فاتكٌ، فهل انتصارٌ،
وكِسرٌ دائمٌ، فمتى الجُبور؟
ومُلْكٌ كالرّياح جَرَتْ قَبولٌ،
فلمْ تَلبَثْ، وأعقَبتِ الدَّبور
أُصولٌ قد بُنينَ على فَسادٍ،
وتقوى اللَّهِ سُوقٌ لا تَبور
ليطّلِعَ المليكُ عليك فيها،
وأنتَ، على نوائِبِها، صَبور