إلى مَ أجرُّ قيودَ الحياةِ، - أبوالعلاء المعري

إلى مَ أجرُّ قيودَ الحياةِ،
ولا بُدّ منْ فَكّ هذا الإسارْ

ودُنيايَ، إنْ وهَبَتْ، باليمينِ،
يَسارَ الفتى، أخذتْ باليَسارْ

فلا تَغبِطَنْ بعضَ خُدّامِها،
فكلُّهمُ دائِبٌ في خَسار

قدِمنا إلَيها، على رُغمِنا،
ونخرُجُ، من ضَنْكِها، باقتسار

فلا تأمَنَنْ! إنّ وفْدَ الحِمامِ
غادٍ، على مُهَجِ القَومِ، سار

فتًى يتَنادى: حناني الزّمانُ؛
وما بَعدَ ذلك إلاّ انكِسار

فطَوراً تجيشُ غِمارُ المياهِ؛
وطوراً تُصادَفُ ذاتَ انحسار

وما جَهِلَ الحَيُّ، من عامِرٍ،
سرورَ النّسورِ بقَتلى النِّسار