إذا عِشتَ مُفتكِراً في الأنامِ، - أبوالعلاء المعري

إذا عِشتَ مُفتكِراً في الأنامِ،
غدَوْتَ على المَدْرَجِ السّابلِ

فتلكَ الثُّرَيّا، وهذا الثّرى،
شَبيهانِ في قبضةِ الجابلِ

حبَوْتَ بنُصحِكَ مُستَكبراً،
وما هوَ للنّصحِ بالقابل

وسُخطُ الظّباءِ بما نالَها،
تَولّدَ منهُ رضى الحابل

هو الموتُ، من ينجُ من رامحٍ،
فلا بُدّ من أسهُمِ النّابل

لنا أُسْوَةٌ في رِجالٍ مَضَوْا؛
وهلْ أنا إلاّ أخو الآبل؟

متى لُمتُماني على زَلّةٍ،
رَجَعتُ على أُمّيَ الهابل

وهاروتُ، كيفَ عصَى ربَّهُ
بتَعليمِهِ السّحرَ في بابِل؟

إذا العامُ جادَ بأدنَى اليَسا
رِ، أمّلْتُ أسناهُ في القابل

فإنّ القَليلَ يؤمُّ الكَثيـ
ـرَ، كالطّلّ بشّرَ بالوابل