نغدو على الأرض في حالات ساكنها - أبوالعلاء المعري

نغدو على الأرض في حالات ساكنها
وتحتها لهدوءِ الحسِّ نضْطجعُ

والموْتُ خيرٌ وفيه لامرىءٍ دعةٌ
أن يُضرب الترْب لايحدث له وجع

تَشابهَ القوْم في علمي إذا جبنوا
فلا ألوم ولا أثني إذا شجَعوا

قريضهمْ كقريضِ الباركاتِ وما
سجعُ الحمائم إلاَّ مثل ما سجعوا

ترى وميض حياءٍ لا حيا قلِقا
عند الثريا وهل سارٍ فمنتجعُ

بئس المعاشرُ إن ناموا فلا انتبهوا
من الرقاد وإن غابوا فلا رجعوا

كم أنفدَ الليلَ ناسٌ غفلةً وكرى
ولو أحسوا خفيَّ الأمر ما هجعوا

يَشجو الفراقُ فلولا إلفُ مفتقدٍ
للظّاعنينَ لما أبكوْا و لا فجعوا