ما لي بما بعدَ الرّدى مَخْبَرَهْ؛ - أبوالعلاء المعري

ما لي بما بعدَ الرّدى مَخْبَرَهْ؛
قد أدْمَتِ الآنُفَ هذي البُرَهْ

اللّيلُ، والإصباحُ، والقَيظُ، والـ
إبرادُ، والمنزِلُ، والمَقبَرَه

كم رامَ سَبرَ الأمرِ، مَن قبلَنا،
فنادتِ القُدرةُ لنْ تَسبُره

فاجبُرْ فقيراً بَعطاءٍ لَهُ،
إن كان، في طَوْلِكَ، أن تجبره

سبحانَ مولانا الذي صاغَنا،
ما ظهرَتْ، في عِضَةٍ، عُكبَره

عشِنا وجسرُ الموتِ قُدّامَنا،
فَشَمّرِ الآنَ لِكَيْ تَعبُرَه

والعِزُّ في الثّروَةِ، والعيشُ في الـ
ـحَبرةِ، والحِرفةُ في المِحْبَرَه