يا صاحبيّ خذا للسَّيرِ أهبتهُ - الأبيوردي

يا صاحبيّ خذا للسَّيرِ أهبتهُ
فَغَيْرُنا بِمُناخِ السُّوءِ يَحْتَبِسُ

أترقدانِ وفرعُ الصُّبحِ منتشرٌ
عليكما وذماءُ اللَّيلِ مختلسُ

إنْ تَجْهَلا ما يُناجِيني الحِفاظُ بِهِ
فالرُّمحُ يعلمُ ما أبغيهِ والفرَسُ

للهِ درِّي فكمْ أسمو إلى أمدٍ
والدَّهرُ في ناظريهِ دونهُ شوسُ

أَبْغِي عُلاً رامَها جَدِّي فأَدْرَكَها
وكانَ في غمرة ِ الهيجاءِ ينغمسُ

وَفي يَديِ كَلِسانِ الأَيْمِ مُرْهَفَة ٌ
غرارها بمقيلِ الرُّوحِ ملتبسُ

في مَعْرَكٍ يَتَشَكّى النَسْرُ بِطْنَتَهُ
بِهِ، وَلِلذِئْبِ في قَتْلاهُ مُنْتَهَسُ

وَذابِلي مِنْ نَجيعِ القِرْنِ مُغْتَرِفٌ
وَمِنْ لَظَى الحِقْدِ في جَنْبَيْهِ مُقْتَبِسُ

فَأَيَّ أَرْوَعَ مِنّي نَبَهَّتْ هِمَمي
وَأَي شَأْوٍ مِنَ العَلْياءِ أَلْتَمسُ؟