سَرى البَرْقُ وَالمُزْنُ مُرْخَى العَزالِي - الأبيوردي

سَرى البَرْقُ وَالمُزْنُ مُرْخَى العَزالِي
فَأَبْكى صِحابِي، وَحَنَّتْ جِمالِي

فَقُلْتُ لَهُمْ مَوْهِناً، وَالدُّمُوعُ
تسيلُ على ظلفاتِ الرِّحالِ

أتبكونَ منْ جزعٍ والبكاءُ
تُكَرَّمُ عَنْهُ عَيونُ الرِّجالِ

بِأَيِّ دَواعِي الهَوى تُطْرَقونَ؟
فَقالوا: بِهذا البُرَيْقِ المُلالِي

وَبي مِثْلُ ما بِهِمُ مِنْ أَسى ً
وَلكنّني بِالأَسى لا أُبالِي

أأَستنشقُ الرِّيحَ علويَّة ًَ
أَجَلْ وَبِكُوفَنَ أَهْلِي وَما لِي

وجدِّيَ منْ غالبٍ في الذُّرا
ومِنْ عامرٍ وهمُ الحُمسُ خالي

فأكرمْ بمَنْ كانَ أعمامهُ
قريشاً وأخوالهُ منْ هلالِ

وتلكَ بيوتٌ بناها الإلهُ
على عُمُدٍ في نِزارٍ طِوالِ

أدلُّ بها وبنفسي أرومُ
عُلاً تُجْتَنى من صُدور العَوالِي

وبالمنحنى شجني والحمى
إِليهِ نِزاعي، وَعَنْهُ سُؤالِي

وَكَمْ رَشَأٍ عاطِلٍ شاقَنِي
إلى رشأٍ في مغانيه حالِ

وقد ردَّ غربيَ عمّا أرومُ
زَمانٌ تَضايَقَ فيهِ مَجالِي

وقدَّمَ منْ أهلهِ عصبة ً
لِئامَ الجُدودِ قِباحَ الفِعالِ

نَفَضْتُ يَدِي مِنْهُمُ إِذ رَأَيْتُ
لهمْ أيدياً بخلتْ بالنَّوالِ

سَواسِيَة ٌ جارُهُمْ لا يَعِزّـ
زُ حَتّى يُفارِقَهُمْ عَنْ تَقالِ

سيسمو بيَ المجدُ حتّى تنالَ
يَميني السُّها، وَالثُّرَيّا شِمالي

وَتَفْلي الصَّوارِمُ مِنْ مَعْشَرٍ
ذوائبَ تهفو بأيدي الفوالي

بحيثُ تناجي جباهُ الورى
منَ الأرضِ ما صافحتهُ نعالي