أَسَمْراءُ عَهْدي بالخُطوبِ قَرِيبُ - الأبيوردي

أَسَمْراءُ عَهْدي بالخُطوبِ قَرِيبُ
وعودي بأيدي صليبُ

وكلُّ خليلٍ كنتُ أرقبُ عطفه
تولَّى بذمٍّ والزَّمانُ مريبُ

وقد كنتُ أصفيه المودَّة َ والظُّبا
على الهامِ تَبْدُو مَرَّة ً وَتَغيبُ

نأى عامرٌ لا قرَّبَ اللهُ دارهُ
وَآواهُ رَبْعٌ بِالغُمَيْرِ جَديبُ

رَأَى مُسْتَقَرَّ السِّمْعِ مِنْ أَمِّ رَأْسِهِ
يَصَمُّ وَأُدْعَى لِلْعُّلا فّأُجِيبُ

يعيِّرني أنِّي غريبٌ بأرضهِ
أَجَلْ أَنا في هذا الأنامِ غرِيبُ

وَيُظْهرُ لي نُصْحاً وَلِلْغِلِّ تَحتَهُ
دواعٍ بكلتا مقلتيهِ تهيبُ

وَيَرتْادُ مِنّي أَنْ أَضُمَّ على القذَى
جُفُوني ، وَهَلْ يَرْضَى الهَوانِ أرَيبُ

وكفِّي بهزِّ المشرفيِّ لبيقة ٌ
وَباعيِ بِتَصْريفِ القناة ِ رَحيبُ

أَفِقْ جَدَّ ثَدْيَي أُمِّكَ الثُّكْلُ وَانْثَنى
شَبا السيفِ عَنْ فَوْدَيْكَ وهَو خَضِيبُ

فلا غروَ أن يستودعَ المجدَ همّهُ
أغرُّ طوالُ السّاعدينِ نجيبُ

يحاولهُ مذْ شدَّ عقدَ إزارهِ
إلى أنْ مشى في وفرتيه مشيبُ

ومنْ نكدِ الأيّامِ أن يبلغَ المنى
أخو اللُّؤمِ فيها والكريمُ يخيبُ

سأَطْلُبُ عِزَّ الدهر ما دامَ ضافِياً
عليَّ رداءٌ للشَّبابِ قشيبُ

ولي همة ٌ تأبى مقامي على الأذى
ضجيعَ الهوينى ما أقامَ عسيبُ