ألا ليتَ شعري هلْ أرى أمَّ سالمٍ - الأبيوردي

ألا ليتَ شعري هلْ أرى أمَّ سالمٍ
بمرتبعٍ بينَ العذيبِ وبارقِ

وَأَسْري إِلَيْها وَالْهَوى يَسْتَفِزُّني
بمحمرَّة ِ الأخفافِ فتلِ المرافقِ

مَعي صاحِبٌ مِنْ سِرِّ عَدْنانَ ماجِدٌ
مُضِيءُ نَواحِي الوَجْهِ غَمْرُ الخَلائِقِ

ضَعيفُ وِكاءِ الكِيسِ، لاجَارُهُ أَذٍ
ولا ضَيْفُهُ بِالمَنْزِلِ المُتَضايقِ

إِذا هَوَّمَ الرَّكْبُ الطِّلاحُ حَدا بِهِمْ
وَلفَّ رَذايا عِيسِهِمْ بِالسَّوابِقِ

كأنَّ أخا عبسٍ على الكورِ أجدلٌ
بمرتبأْ من ذي الأراكة ِ شاهقٍ

وَلا عَيْبَ فيهِ غَيْرَ أَنَّ مَطِيَّهُ
على اليأسِ منْ تغويرهش في الودائقِ

وأنَّ كرى عينيهِ في ليلة ِ السُّرى
قَليلٌ بِحَيْثُ اللَّيْلُ جَمُّ البَوائِقِ

وَأنِّي أُعاني في الصَّبابَة ِ لَوْمَهُ
وَما هُوَ عِنْدي بِالرَّفيقِ المُماذِقِ

وأعلمُ أنَّ العذلَ منهُ نصيحة ٌ
وَلَيْسَ بِعَدْلٍ نُصْحُ سالٍ لِعاشِقِ

أَلمْ تَرَ عَيْنِي، لا تَرَى السُّوءَ، بِاللِّوى
مُعَرَّسَ طَيْفٍ آخِرَ اللَّيْلِ طارِقِ

لِقَيْسِيَّة ٍ لا ذِكْرُها فاضِحٌ أَباً
ولا وجهها نُهبى العيونِ الرَّوامقِ

تَعَلَّقْتُها طِفْلَيْنِ، وَالدَّهْرُ عِنْدَنا
كثيرٌ أياديهِ قليلُ العوائقِ

فما زالَ ينمى حبُّها في شبيبتي
وَفي الشَّيْبِ إِذْ أَلْقى يَداً في المَفارِقِ

إِذَا ما الْتَقَيْنا لاذتِ الأُزْرُ بِالتُّقى
وَناجى وِشاحَيها النِّجادُ بِعاتِقِي

وأكرمُ أخلاقٍ يُدلُّ بها الفتى
عَفافُ مَشوقٍ حينَ يَخْلُو بِشائِقِ

أَأُصْغِي إلى اللاَّحي وَبَيْني وَبَيْنها
حَديثٌ كَسِمْطِ اللُّؤْلُؤِ المُتَناسِقِ

ولوْ قدرتْ أترابها لخبأنني
عَلى شَغَفٍ بَيْنَ الطُّلى وَالْمَخَانِقِ

فَما كَذِبُ الواشِي بِظَمْياءَ نافِعٌ
لَدَيَّ، وَلا وُدِّي لَها غَيْرُ صادِقِ