بَعضَ المَلامِ فقدْ غَضَضْتُ طَماحي - الشريف الرضي

بَعضَ المَلامِ فقدْ غَضَضْتُ طَماحي
وَكَفَيتُ من نَفسِي العَذولَ اللاّحي

مِنْ بَعْدِ مَا خَطَرَ الصِّبَا بمَقادَتي
وجرى الى الامد البعيد جماحي

عشرون اوجف في البطالة خلفها
عَامَانِ غَلاّ مِنْ يَدَيّ مِرَاحي

زَمَنٌ يَخِفّ بِهِ الجَناحُ إلى الصِّبَا
لمّا ظَفِرْتُ بهِ خَفَضْتُ جَنَاحي

أُغضِي عَنِ المَرْأى الأنِيقِ زَهَادَة ً
فيه وادفع لذتي بالراح

أمَعاهِدَ الأحْبَابِ! هَلْ عَوْدٌ إلى
مغدى ً نبل به الجوى ومراح

يكفيك من انفاسنا ودموعنا
ان تمطري من بعدنا وتراحي

فَلَرُبّ عَيشٍ فيك رَقّ نَسِيمُهُ
كَالمَاءِ رَقّ عَلى جُنُوبِ بِطَاحِ

وَتَغَزّلٍ كَصَبَا الأصَائِلِ أيْقَظَتْ
ريا خزامى باللوى واقاح

كم فيك من صاح الشمائل منتش
بالذّلّ، أوْ مَرْضَى العيونِ صِحاحِ

فَسَقَى اللّوَى صَوْبُ الغَمَامِ وَدَرُّهُ
وسقى النوازل فيه صوب الراح

وَغَدا فَرَوّحَ ذاكَ عَن تِلكَ الرُّبَى
وسرى فروح ذاعن الارواح

فلطالما اقصدنني ظبياته
وارقت فيه لبارق لماح

وَالتَحتُ مِنْ كمَدٍ إلَيهِ، وَوِرْدُهُ
نَاءٍ يُعَذِّبُ غُلّة َ المُلْتَاحِ

أيّامَ في صِبغِ الشّبَابِ ذَوَائِبي
وَإلى التّصَابي غُدْوَتي وَرَوَاحي

قَوْمي أُنُوفُ بَني مَعَدٍّ وَالذُّرَى
من واضح فيهم ومن وضاح

السابقون الى علاً ومفاخر
والغالبون على ندى وسماح

ذَهَبُوا بِشَأوِ المَجْدِ ثُمّ تَلَفّتُوا
هزواً الى الطلاع والطلاح

شوس الحواجب مغضبين وفي الرضى
ما شئت من بيض الوجوه صباح

ورثوا المعالي بالجدود وبعدها
بضراب مرهفة وطعن رماح

وقياد مخطفة الخصور كانها
العِقبانُ تَحتَ مُجَلجِلٍ دَلاّحِ

يغبقن ليلاً بالغبيق وتارة
يصبحن بالغارات كل صباح

ضَرَبَتْ بِعِرْقي دَوْحَة ٌ نَبَوِيّة ٌ
في منصب واري الزناد صراح

يُنمى إلى أعياصِ خَيْرِ أرُومَة ٍ
لَيْسَتْ بعَشّاتِ الفُرُوعِ ضَوَاحِ

وابي الذي حصد الرقاب بسيفه
في كُلّ يَوْمِ تَصَادُمٍ وَنِطَاحِ

رُدّتْ إليهِ الشّمسُ يُحدِثُ ضَوْءُها
صبحاً على بعدٍ من الاصباح

سائل به يوم الزبير مشمراً
يَختَالُ بَينَ ذَوَابِلٍ وَصِفَاحِ

وَاسْألْ بِهِ صِفّينَ إنّ زَئِيرَهُ
اودي بكبش امية النطاح

وَاسْألْ شَرَاة َ النّهْرَوَانِ، فإنّهُمْ
ضُرِبُوا بِمُنذَلِقِ اليَدَينِ وَقَاحِ

كم من طعين يوم ذاك مرمل
وَحَرِيمِ عِزٍّ بِالطّعَانِ مُبَاحِ

ومناقب بيض الوجوه مضئة
أبَداً، تُكَاثِرُ ألْسُنَ المُدّاحِ

من قاس ذا شرف به فكأنما
وزن الجبال القود بالاشباح

قد قلت للعادي عليَّ ببغيه
مهلاً فما يلحو القتادة لاحي

فحَذارِ إنْ مطَرَتْ علَيكَ صَوَاعقي
وحذار ان هبت عليك رياحي

او في الصباح فشق كل دجنة
وعلا الزئير فغض كل نباح

أنا مَن علمتَ، على المُكاشحِ مُرْهَفٌ
نابي وشاك في الخصام سلاحي

وابيت ان اعطي الاعادي مقودي
او ان تدر على الهوان لقاحي

مِنْ بَعدِ ما أوْضَعتُ في طُرُقِ العُلى
وأضرَّ بالاعداء طول كفاحي

وَسَحَبتُ من خُلَعِ الخلائفِ طارِفاً
لحَظَاتِ كُلّ مُعَانِدٍ طَمّاحِ

ووليا في السن القريبة اسرتي
فوكلت فاسدهم الى اصلاحي

بِمَهَابَة ٍ عَمّتْ بِغَيرِ تَكَبّرٍ
وَصَرَامَة ٍ أدْمَتْ بِغَيْرِ جِرَاحِ

حِلْمٌ كَحاشِيَة ِ الرّداءِ، وَدُونَهُ
بأس يدق عوامل الارماح

فَلَئِنْ عَلَوْتُهُمُ، فَلَيسَ بمُنكَرٍ
اما علت غرر على اوضاح

فالان امدح غير مولى نعمة
لَوْ كُنتُ أُنصَفُ كانَ من مُدّاحي

بُعْداً لِدَهْرٍ خَاضَ بي أهْوَالَهُ
واجازني غمراً الى ضحضاح

لادر دري ان رضيت بذلة
تَلْوِي يَدي وَتَرُدّ غَرْبَ طَماحي

مِنْ دُونِ قَوْدِ الجُرْدِ تَمرِي جَرْيها
ربلات كل مغامر جحجاح

عنقاً على عنق الطلاب تحثها
همم ضمن عوائد الانجاح

فظعُ البلاد وراء قاضية العلى
مُتَغَرّباً عَنْ مَوْطِني وَمَرَاحي

اشهى اليَّ من النعيم يدوم لي
والذُّ من نعم علي مراح

انى الى العذب النمير اصابني
بِيَدِ الهَوَانِ شَرِبْتُ بِالأمْلاحِ

دعني اخاطر بالحيوة وانما
طلب الرجال العز ضرب قداح

اما لقاء الملك قسرا أو كما
لقى ابن حجر من يدي الطماح