يَا قَلْبِ جَدّدْ كَمَدَا - الشريف الرضي

يَا قَلْبِ جَدّدْ كَمَدَا
فَمَوْعِدُ البَيْنِ غَدَا

لَمْ أرَ فَرْقاً بَعْدَهُمْ
بَيْنَ الفِرَاقِ وَالرّدَى

يَا زَفْرَة ً هَيّجَهَا
حاد من الغور حدا

أغْنَى زَفِيرُ العَاشِقِيـ
عيسه عن الحدا

ارعى الحمول ناظراً
مُزَاحِمٌ يَقْذِفُ في

واطرد الطرف على
اثارهم ما انطردا

وَمُذْ أذَابُوا مَاءَ عَيْـ
جمر الغضا ما خمدا

بالاسى ما جمدا

يا هل ارى من حاجة
حقف النقا والجمدا

أنَا الغُلامُ القُرَشِيّ
جرعائه وانعقدا

وَهَلْ أُعِيدُ نَاظِراً
يتبع سرباً منجداً

يمشين هزات القنا
مَالَ وَمَا تَحَصّدَا

هَلْ نَاشِدٌ يَنْشُدُ لي
ذاك الغزال الاغيدا

ما ضل عني انما
ضل بقلبي كمدا

رَهَنْتُهُ قَلْبي، وَمَنْ
يَرْهُنُ قَلْباً أبَدَا

يا منجزاً وعيده
وماطلا ما وعدا

أرَاكَ مِنّي أقْرَباً
وان غدوت ابعدا

عذبت قلبي عنتا
والطرف لا القلب بدا

رب ثنايا بردت
لذي جوى ما بردا

يَا حَرّ قَلْبي! مَنْ سُقي
رضابهن الابردا

لم يدر هل ذاق بها
جمر غضا أو بردا

يا كبدي تجلداً
فما اطيق الجلدا

عَسَى فُؤادٌ يَرْعَوِي
رب مضل وجدا

وَحَمّلَ الحَاجَ الرّمَا
حَ لا الأمُونَ الجَلْعَدَا

اني اذا ما لم اجد
إلاّ الهَوَانَ مَوْرِدَا

كنت اداوي كبدي
لَوْ غَادَرُوا لي كَبِدَا

دَعْ للمَشِيبِ ذِمّة ً
إنّ لَهُ عِنْدِي يَدَا

اعتق من رق الهوى
مُذَلَّلاً مُعَبَّدَا

لَكِنْ هَوًى لي أنْ أرَى
لون عذاري اسودا

شائباً وامردا

ما اخلق البرد فلم
بَدّلَ لي وَجَدّدَا

لولا تكاليفك لم
أُعْطِ الزّمَانَ مِقْوَدَا

وَلا ثَنَيْتُ عُنُقِي
إلى اللّيَالي صَيَدَا

سجية من بطل
لازم ما تعودا

بايع اطراف القنا
وَعَاقَدَ المُهَنّدَا

شَاوَرْتُ قَلْباً آبِياً
فقال لي لاتردا

إنّي لِقَوْمٍ بَعُدُوا
في المَجْدِ وَالجُودِ مَدى

شوس اذا الباغي بغى
سُمْحٍ، إذا الجَادي جَدَا

تَفَرّعُوا طَوْدَ العُلَى
وَالجَبَلَ العَطَوَّدَا

مَجْدُهُمُ أقْدَمُ مِنْ
هضب القنان مولدا

اصادق في الخطب
للسيف وللمال عدا

إذا اهْتَدَى بِنَارِهِمُ
طارق ليل ما اهتدى

تقارعوا على القرى
وَاقْتَرَعُوا عَلى الجَدَا

وَغَارَة ٍ في سُدْفَة ٍ
توقظ حياً رقدا

بِضُمَّرٍ أسْقَطَهَا
عليهم مع الندا

تلهب نضاً زعزعا
او قربا عمردا

كانني ابعثها
فيهم ثنى وموحدا

يَوْمِ الحِصَابِ جَلْمَدَا

مِنْ كُلّ مَحْبُوكٍ كَما
أمَرّ لاوٍ مَسَدَا

يُغْني الفَتى عِنَانُهُ
عن سوطه اذا عدا

كَأنّمَا فَارِسُهُ
يَقْدَعُ ذِئْباً أصْرَدَا

أنْزَعُ عَنْ صَفْحَتِهِ
شوك القنا مقصدا

لَوْ شِمْتَهُ بِبَارِقٍ
ماء الكلاب اوردا

وكل صل لامظ
يطلب ريا للصدى

أقْدَمَ مِنْ سِنَانِهِ
اذا الجبان عردا

مَاضٍ، فَإنْ شَمّ طُرُو
قَ الضّيْمِ زَاغَ حَيَدَا

يَلْقَى الطّرَادَ جَذِلاً
كَمَا يُلاقي الطّرَدَا

انا الغلام تالقرشي
مُنْجِباً مَا وَلَدَا

أنْزَعتُ دَلوِي قَبْلَكُمْ
إلى العِرَاقِ سُؤدُدَا

ما زال عزمي لي عن
دار الهوان مبعدا

مُرَحِّلي عَنْ بَلَدٍ
وَرَاجِماً بي بَلَدَا

إنْ لَمْ يَكُنْ نَيلُ مُنًى
فابغ اذا ورد ردا