بَهَاءُ المُلْكِ مِنْ هذا البَهَاءِ - الشريف الرضي

بَهَاءُ المُلْكِ مِنْ هذا البَهَاءِ
وَضَوْءُ المَجدِ مِنْ هذا الضّيَاءِ

وما يعلو على قلل المعالي
احق من المعرّق في العلاء

ولا تعنو الرعاة لذي حسام
إذا مَا لمْ يكُنْ راعي رُعَاءِ

وما انتظم الممالك مثل ماض
يتم له القضاء على القضاء

اذا ابتدر الرهان مبادروه
تمطر دونهم يوم الجزاء

وَإنْ طَلَبَ النّدى خرَجَتْ يَداه
خُرُوجَ الوَدقِ من خلَلِ الغَماءِ

حَذارِ، إذا تَلَفّعَ ثوبَ نَقْعٍ
حَذارِ، إذا تَعَمّمَ باللّوَاءِ

حذار من ابن غيطلة مدل
يَسُدّ مَطالِعَ البِيدِ القَوَاءِ

إذا ألقَى عَلى لَهَوَاتِ ثَغْرٍ
يدي غضبان مرهوب الرواء

تَمُرّ قَعاقِعُ الرِّزّيْنِ مِنْهُ
كمَعمَعَة ِ اللّهيبِ مِنَ الأبَاءِ

وَمِطرَاقٍ عَلى اللّحَظاتِ صِلٍّ
مَريضِ النّاظِرَينِ مِنَ الحَيَاءِ

تنكس كالاميم فان تسامى
مضى كالسهم شذ عن الرماء

وَما يُنجي اللّديغَ بهِ تَداوٍ
وَقَدْ أمسَى بداءٍ أيِّ داءِ

ولا قضب الرجال الصيد فضلاً
عَنِ الأصواتِ في حَليِ النّساءِ

وَيَوْمُ وَغًى عَلى الأعداءِ هَوْلٌ
تماز به السراع من البطاء

رَمَيتُ فُرُوجَهُ حتى تَفَرّى
بايدي الجرد والاسل الظماء

فَمِنْ غُلْبٍ كَأنّهُمُ أُسُودٌ
على قب ضوامر كالظباء

ومن بيض كأن مجرديها
يمرون الاكف على الاضاء

نواحل لم يدع ضرب الهوادي
بها ابدا مكانا للجلاء

ومن هاو ترنح في العوالي
وعار قد اقام على العراء

وآخر مال كالنشوان مالت
بِهَامَتِهِ شَآبِيبُ الطِّلاءِ

وعدت وقد خبأت الحرب عنه
إلى سِلْمِ الرّغائِبِ وَالعَطَاءِ

فَيَوْمٌ للمَكَارِمِ وَالعَطَايَا
ويوم للحمية والاباء

تَقُودُ الخَيلَ أرْشَقَ مِنْ قَناها
شوازب كالقداح من السراء

بغارات كولغ الذئب تترى
على الاعداء بينة العداء

عَزائِمُ كالرّياحِ مَرَرْنَ رَهواً
على الاقطار من دان وناءِ

وَقَلبٌ كالشّجاعِ يَسُورُ عَزْماً
ويجذب بالعلى جذب الرشاءِ

وكَفٌّ كالغَمامِ يَفيضُ حتى
يعمّ الارض من كلإ وماءِ

وَوَجْهٌ مَاجَ ماءُ الحُسنِ فيهِ
وَلاحَ عَلَيْهِ عُنوانُ الوَضَاءِ

يُشارِكُ في السّنى قَمَرَ الدّياجي
وَيَفضُلُهُ بزَائِدَة ِ السّنَاءِ

وَمُعتَلجِ الجَلالِ نَزَعتَ عَنْهُ
على عجل رداء الكبرياء

فأصْبَحَ خارِجاً مِنْ كُلّ عِزٍّ
خُرُوجَ العُودِ بُزّ مِنَ اللّحَاءِ

وحزت جمام نعمته وكانت
غِماراً لا تُكَدَّرُ بالدّلاءِ

برأي ثقف الاقبال منه
فأقدَمَ كالسّنَانِ إلى اللّقَاءِ

اذا الشر القريب عليك فاقطع
بحد السيف قربى الاقرباء

وكن ان عقك القرباء ممن
يميل الى الاخوة للاخاء

فرب اخ خليق بالتقالي
وَمغتَرِبٍ جَدِيرٍ بالصّفَاءِ

وَلا تُدْنِ الحَسُودَ، فذاكَ عُرٌّ
مَضِيضٌ لا يُعالَجُ بِالهِنَاءِ

كَفاكَ نَوائِبَ الأيّامِ كَافٍ
طرير العزم مشحوذ المضاء

امين الغيب لا يوكي حشاه
لآمنه على الداء العياء

اقام ينازل الابطال حتى
تَفَلّلَ كُلُّ مَشهُورِ المَضَاءِ

إزَاءَ الحَرْبِ يَعتَنِقُ العَوَالي
وَيَغتَبِقُ النّجيعَ مِنَ الدّمَاءِ

إذا مَا قيلَ: ملّ، رَأيتَ منْهُ
نوازع تشرئب الى اللقاءِ

فَجَرّبْني تَجِدْني سَيْفَ عَزْمٍ
يصمم غربه وزناد راءِ

وَأسمَرَ شارِعاً في كُلّ نَحْرٍ
شرُوعَ الصِّلّ في يَنبُوعِ مَاءِ

إذا عَلِقَتْ يَداكَ بهِ حِفَاظاً
ملأت يديك من كنز الغناءِ

يُعاطيكَ الصّوابَ بلا نِفاقٍ
ويمحضك السداد بلا رياءِ

جَرِيٌّ يَوْمَ تَبعَثُهُ لحَرْبٍ
وَقُورٌ يَوْمَ تَبحَثُهُ لرَاءِ

اذا كان الكفاة لذا عبيدا
فَذا كَافي الكُفاة ِ، بِلا مِرَاءِ

بهَاءَ الدّوْلَة ِ المَنصُورَ إنّي
دَعَوْتُكَ بَعْدَ لأيٍ مِنْ دعائي

وكنتُ أظُنّ أنّ غِنَاكَ يَسْرِي
اليَّ بما تبين من غناءِ

فلم انا كالغريب وراء قوم
لو اختبروا لقد كانوا ورائي

بعيد عن حماك ولي حقوق
قواض ان يطول به ثوائي

أأَبْلَى ثُمّ يَبْدُوا باصطِناعي
كفاني ما تقدم من بلائي

وذبى عن حمى بغداد قدما
بفضل العزم والنفس العصاء

غَداة َ أظَلّتِ الأقْطارُ مِنهَا
مضرجة تبزل بالدماء

دُخانٌ تَلهَبُ الهَبَواتُ مِنهُ
مدى بين البسيطة والسماءِ

صبرت النفس ثم على المنايا
الى اقصى الثميلة والذماء

رَجَاءً أنْ تَفُوزَ قِداحُ ظَنّي
وَتَلْوِي بالنّجاحِ قُوَى رَجَائي

ولي حق عليك فذاك جدي
قَدِيمٌ في رِضَاكَ وَذا ثَنَائي

ومن شيم الملوك على الليالي
مجازات الولي على الولاءِ

سيبلو منك هذا الصوم خرقاً
رَحيبَ الباعِ فَضْفاضَ الرّداءِ

تصوم فلا تصوم عن العطايا
وَعَنْ بَذْلِ الرّغائِبِ وَالحِبَاءِ

الا فاسعد به وبكل يوم
يفوقه الصباح الى المساءِ

وَدُمْ أبَدَ الزّمَانِ، فأنْتَ أوْلى
بنى الدنيا بعارية البقاءِ

عَلِيَّ الجَدّ، مُقَترِبَ الأمَاني
عزيز الجار مطروق الفناءِ