أمُؤنِسَ قلبي كيفَ أوْحشتَ ناظري - بهاء الدين زهير

أمُؤنِسَ قلبي كيفَ أوْحشتَ ناظري
وجامعَ شَملي كيفَ أخلَيتَ مَجلسِي

ويا ساكناً قلبي وما فيهِ غيرهُ
فديتكَ ما استوحشتُ منه لمؤنسِ

وَبالله يا أغْنى الوَرَى من مَلاحَة ٍ
تَصَدّقْ على صَبٍّ من الصّبرِ مُفلِس

بما بيننا منْ خلوة ٍ لم يبحْ بها
وما بيننا من حرمة ٍ لم تدنسِ

أنِلْني الرّضَا حتى أغيظَ بهِ العِدَى
وتذهبَ عني خيفتي وتوجسي

رضاكَ الذي إنْ نلتهُ نلتُ رفعة ً
وَألبَسَني في النّاسِ أشرَفَ مَلبَسِ

رعى اللهُ جيراناً إذا عنّ ذكرهمْ
يَغارُ الحَيَا مِنْ مَدمَعي المُتَبَجِّسِ

ويا حبذا الدارُ التي كنتُ مدة ً
أميلُ إلى ظَبيٍ بهَا مُتأنِّسِ

إذا نحنُ زرناها وجدنا نسيمها
يفوحُ بها كالعنبرِ المتنفسِ

ونمشي حفاة ً في ثراها تأدباً
نرى أننا نمشي بوادٍ مقدسِ