دَلَّيتَني بِغُرُورِ وَعْدِكَ في - دعبل الخزاعي
دَلَّيتَني بِغُرُورِ وَعْدِكَ في
متلاطمِ منْ حومة ِ الغرقِ
حتى إِذَا شَمِتَ العَدُوُّ وَقَدْ
شهرَ انتقاصكَ شهرة َ البلقِ
أنشأتَ تحلفُ أنَّ ودَّكَ لي
صَافٍ، وَحَبْلَكَ غَيْرُ مُنْحَذِقِ
وحسبتني فقعا بقرقرة ٍ
فوطئتنى وطئاً على حنق
وَنَصَبْتَني عَلماً عَلَى غَرَضٍ
ترمينيَ الأعداءُ بالحدقِ
وظننتَ أرضَ اللهِ ضيِّقة ً
عنِّي، وأَرْضُ اللّهِ لَم تَضِقِ
مِن غَيْرِ ما جُرْمٍ سِوَى ثِقة ٍ
مِنِّي بِوَعْدَكَ، حِينَ قُلْتَ: ثِقِ
فاجمعْ يديَّ بِهَا إِلَى عُنُقي
نفسي ، بلا منٍّ ولا ملقِ
وَقَفَ الإِخاءُ عَلَى شَفا جُرُفٍ
هارٍ ، فبعهُ بيعة َ الخلقِ
فمتَى سأَلْتُكَ حاجَة ً أَبَداً
فاشددْ بها قفلاً على غلقِ
ثمَّ أرمِ بي في قعرِ مظلمة ٍ
إِنْ عُدْتُ بعدَ اليومِ في الحُمُقِ
أعفيكَ ممَّا لا تحبُّ ، وما
سدَّتْ عليَّ مذاهبُ الأفقِ
مَا أَطْوَل الدُّنيا وأَعْرَضَها
وأَدَلَّني بِمسَالِكِ الطُّرُقِ