ـنَّوَى قِلى ً، وَصَغَارا - أبو القاسم الشابي

ـنَّوَى قِلى ً، وَصَغَارا

دنياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ

شعري نفاثة ُ صدري
يُهِيجُ فيها غُبارا

لولاهُ ما انجابَ عني
يَخَالُ كُلَّ خَيَالٍ

أيامُهُ بضياءِ الفجرِ والشفقِ

ولا وجدتُ اكتئابي
ولا وجدتُ سروري

غردْ، ففي قلبي إليكَ مودة ٌ
لكنْ مودة ُ طائرٍ مأسورِ

لِلْجَهْلِ في الجوِّ نَارا

لولاهُ ما سمعتْ في الكونِ أغنية ٌ
دُونَ أَنْ تَبْلَعَ النُّفُو

لا أنظمُ الشعرَ أرجو
به رضاءَ الأمير

نَسَباً صَارَ مُعْرِقا

سوى حقيرِ الرزايا

يرفُّ فيه مقالي

منْ خافقاتِ خيالي

أبدا ولا الأملُ المجنحُ منشداً
لَبِسْتُم الجَهْلَ ثَوْباً

فوقها يرقصُ الغرامُ، ويلهو
ويغني في نشوة ٍ ودلالِ

يهتاجني صوتُ الطيورِ ، لأنَّه
متدفقُ بحرارة ٍ وطهورِ

نحن نحيا في جنة ٍ منْ جنانِ السحرِ
في عالمٍ بعيدٍ...، بعيدِ ...

وَدِمَائي تخلَّقا

يا شعرُ ! أنتَ ملاكي
وطارفي، وتلادي

بَذَرَ الحُبُّ بَذْرَهُ
يَرقُبُ البَدْرَ جَفْنُهُ

وأنتَ نعمَ مرادي

متوحداً بعواطفي، ومشاعري،
سَرَى ، تَسَرْبَلَ فَارا

إنّّ في ثغرنا رحيقاً سماوياً
بَرْقُ غَيْمٍ تَألَّقا

يَا قَوْمُ مَا لِي أَرَاكُمْ
ذا همة ٍ كثيرَ الرمادِ

تَتْلُو سَحَاباً رُكَاماً

يَا شِعْرُ! أسْمَعْتَ لكِنْ

موتُ يثيرُ الشقاءْ

ثَغْرُهُ مِنْ عُقُودِهِ
وَدُمُوعِي تَنَسَّقَا

هَامَ فِي العَيْنِ غَرْبُهُ

أنتَ في الكونِ قوة ٌ، لم تسها

ماذا أودُّ من المدينة ِ، وهيَ مر
تادٌ لكلِّ دعارة ٍ وفجورِ ؟

خَلَعْتُمُوهُ احتِقَارا

ذرفتهُ أجفانُ الصباحِ مدامعاً
ألاقة ً، في دوحة ٍ وزهورِ ...

أَبْقَوا سَمَاءَ المَعَالي