أحَاديثُ السّرور لها انتشارُ - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

أحَاديثُ السّرور لها انتشارُ
وأركابُ الهنا بالبشر ساروا

فلا قلبٌ تقلّبه همومٌ
ولا جبرٌ يكدّره انكسارُ

وروضُ الدهر تُضْحِكه طيورٌ
يحرّكها إلى السّجع ادّكارُ

وصار الكونُ ذا طَرَبٍ فَأَبدى
عجائبَ ما لنا عنها اصطبارُ

فقلنا ما لِدُنْيانا استنارت
وصار بها لدى النّاس اعتبارُ

فقالوا كيف يَخْفى عنك أمرٌ
جَهَالتُه على الإنسان عَارُ

أتى من أهل بيت اللّه نَجْلٌ
به للدّين يَرْتفع المنارُ

سِرَاجٌ للبريّة غَيْرُ طَافِي
وعزٌّ للبريّة وافتخارُ

فوافى والعلومُ لها انتشارُ

ولا تَعْجَبْ إذا ما الأَصْلُ باهى
بِفَرْعٍ منه تُقْتَطَفُ الثّمارُ

فتىً من رشده لم يَرْضَ إلاّ
بِأَنْ يُنْمَى إلى بَيْتٍ يُزَارُ

له في النّاس آياتٌ تبدّت
عِظامٌ ما لِجُمْلَتِها انحصارُ

فبُشْرَاكم وبشرى النّاس طُرًّا
أَيَا مَنْ في الكمال لَهُمْ يُشَارُ

بمن حازَ العُلاَ عَمًّا وخالاً
وطاب له على النّاس النِّجارُ

وَإِذْ حاز المكارم أرّخوه
بزَيْن العابدينَ نما فَخَارُ