عجبتُ وهل ذا الدّهرُ إلاّ عجائِبُ - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

عجبتُ وهل ذا الدّهرُ إلاّ عجائِبُ
لمن قال ذا عتبٌ بِحُسْنِ بَيانِ

أتيناكُمُ من بُعْدِ أرضٍ نزوركم
وكم منزلٍ بِكْرٍ لنا وعَوَانِ

نُسَائِلُكم هل من قِرًى لنزيلِكُم
بِمَلْءِ جُفُونٍ لاَ بِمَلْءِ جِفَانِ

أتأتوننا قصد الزيارة ثمّ لا
توافوننا من بعد نَيْلِ تدانِ

وتَغْنَوْنَ بالإِرْسال عن وصل حِبِّكُمْ
وقد صار منك الوصلُ طَوْعَ بَنَانِ

لقد جلّ هذا الحبّ حتّى كأنّه
سرابٌ تراَءى لامِعاً لِعِيَانِ

وساءلتُمُ مِلْء الجفون قراكمُ
أشرتم إلى بُخْلٍ بملء أوانِ

بعيشك ما صدّ الجفونَ عن القرى
وما احتجتَ في لقياه للوخدان

وقد لاح لي في شرح ذاك ضمائر
أنَزِّه عن عرابهنّ لِسَانِي