حمداً لربّي قبل ما أَسْأَلُ - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

حمداً لربّي قبل ما أَسْأَلُ
وكلّ عَالٍ دونه أَسْفَلُ

ثم صلاة اللّه من بَعْدِهَا
أذكى سلامٍ عاطرٍ يُرْسَلُ

أهديهما للمصطفى المُجْتَبَى
وكِلّ مَنْ في دينه يدخل

هذا وما للعبد لا سيّما
مَنْ ظهرهُ مِن ذَنبه مُثْقَلُ

إِلاّ حِمَى طَهَ شفيعِ الورى
في مَوْقِفٍ أهوالُه أَهْوَلُ

يوم يقول الرُّسْل أنتَ لها
وكلُّهم من هوله يَوْجل

فعندما ينهض خيرُ الورى
يحمد ربَّ العرش إذْ يسأل

إذا النِّدَا من ربّه ذي العلا
محمّدٌ بلغتَ ما تأمل

فَفَرَّجَ اللّه به كَرْبَهُمْ
وكم به من كربة تخذل

وعبدُكَ الرّاجي له كربة
أعيى علاجي دَاؤُهَا المُعْضِلُ

إنّي أرى الهجران لي واصلاً
وإنّ في الهجران ما يقتل

فبالذي حلاّكَ من نعمة
أَبْهَى حُلًى لم يُعْطَها مُرْسَلُ

وحلّة الرّحمة مَعْ رافةٍ
يُتْلَى علينا نصُّها المُنَزَّلُ

صِلْني لوجه اللّه حتى ولو
لَمْ أَكُ أهلاً للَّذي أسأل

فجودُك الغيثُ أما إنّه
في لّ أرضٍ مُطْلَقاً يَنْزِلُ

ونورُك الشّمس وما ضَوْؤُهَا
يختصّ ما يختصّ بل يشمل

ورحمة اللّه على قائلٍ
منه علا في حقّك المَقْوَلُ

هذا وظنّي فيك مُكْتَمِلٌ
وأنت عند الظنِّ بل أَكْمَلُ

ما أَرْسَلَ الرحمانُ أو يُرسِل
من رحمةٍ تصعد أو تنزل