مَن يَكُنْ في ضَنىً ورام خلاصَه - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

مَن يَكُنْ في ضَنىً ورام خلاصَه
فإلى ذا المقام يحدو قِلاَصَهْ

حضرةٌ قدحوت سنىً وسناءً
ومقامٌ يعطيك دون خصاصَة

فاقْتَرِحْ ما تشاءُ مُخلِصَ عَزْمٍ
واقتنِصْ ما أردتَ منه اقتناصَه

ذا مقامُ العريان أستاذ نَصْرٍ
يوم أعطاه لقمةً خواصه

فتلقّى الأسرارَ منها وأبدى
للشقيّ الشقاء منها مناصَه

والّذي جاءه ابنُ عزّوزَ يحبو
خاضعاً مُظْهراً لديه انتقاصَه

وادَّكِرْ ما حَيِيتَ يَوْمَ مُرادٍ
يوم جرّ البلا عليه اغتصاصَه

يومَ وادي الزّرقاء إذْ رام ظلماً
وطغى جندُه وأفنى رصاصَه

فكأنّ الرّصاصَ في الشيخ ماءٌ
أنزلتْه السّماءُ مُزْناً خلاصَة

قال يا ظالماً بواديك هذا
رأسُك المجتري أريك قصاصَه

فقضى نحبه بطعنة سرٍّ
عجّلت هلكَه وقدّت دِلاصَه

واسْأَلِ النّاسَ ما ليونس ولّى
مظهراً بالفرار منه خلاصَه

حين رام المبيت بالخود غصباً
مُكْرِها أَهْلَهُنّ في ما أَنَاصَه

فغدا في محلِّهِ له حرب
قد أثار ابتلاَءه وقِمَاصَه

يا لها من مناقب لإِمَامٍ
صَفْوَةِ الأولياء طُرّاً خلاصَة

فَلَكَمْ قد أجارَ من مستجير
في حِمَاه وعنه أَرْخَى فِرَاصَه

ولَكَمْ قد أغاث في البحر مَنْ قَدْ
صار في قعره غريقاً وغاصَه

فابْقِ يَا رَبِّ فَضْلَهُ وارْضَ عنه
وأَدِمْ مجدَه وأكْرِم أصَاصَه