هل الحيُّ إلاّ هَالِكٌ وابنُ هَالِكِ - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

هل الحيُّ إلاّ هَالِكٌ وابنُ هَالِكِ
وعزُّ البقا للّه غَيْرَ مُشَارِكِ

ولو أنّه يبقى على الدّهرِ ماجدٌ
لكان لنحريرٍ عزيزِ المدارِكِ

كهذا الذي أمسى الثّرى مُتَوَسِّداً
ونجمُ الثّريّا منه تحت أرائِكِ

لقد كان سيفاً في الشريعة صَارِماً
ونُورَ ظلامٍ في الجهالة حَالِكِ

إذا نشر التحقيق في روض درسه
فَيَا لَكَ من نشرٍ من المسك صائك

ومهما دعا في موقف الفهم باركا
على غيره جاءت له غير بارك

قضاياه في جيد القضاءِ قلائد
فتاواه تيجانٌ لمذهب مالك

إذا قال إسماعيل فالكلُّ مُنْصِتٌ
لأِجْزَلِ معنىً من صياغة سابك

مشى ذكرُه في العَالَمِينَ كما مَشَتْ
ذُكاءُ ولكن ذكرُه غيرُ دَالِكِ

إلى رحمة المولى مضى وهو آمِلٌ
لِمَقْعَدِ صِدْقٍ عند أَكْرَمِ مَالِكِ

ولمّا مضى أبكى القلوبَ توجُّعاً
وإنْ كان ذا وَجْهٍ من الْبِشْرِ ضاحِكِ

وعمّ الأسى حتّى لِسَاعةِ دَفْنِهِ
بكى الْمُزْنُ وَبْلاً بالدّموع السّوابكِ

لذاك تأتّى أن يقول مُؤّرِّخ
لِعَيْنِ السّمَا جَرْيٌ على قبر مالك