نفوسُ البرايا لِلْمَنَايَا مَنَاهِلُ - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

نفوسُ البرايا لِلْمَنَايَا مَنَاهِلُ
وأيّامُها منها لهنّ مراحلُ

فكيف النّجا والموت أظفر طالب
وكيف البقا والدّهرُ بالخَلق راحل

وفي صالح الأعمال زادٌ مبلّغ
وذكرٌ به يبقى الذي هو عامل

كما خلّدت نشرَ ذكرها
وإن أوحشت بالفقد منها منازل

مضت وعليها للقلوب مدامعٌ
جرت من جفونٍ وهي حُمْرٌ هوامل

كما أضحكت سِنًّا بخالص بِرِّها
لمن دمعه من نكبة الدّهر سائل

مضت ولها من صالح الفعل مُؤْنِسٌ
إذا أَوْحَشتْ سُكَّانَهُنَّ جنادلُ

وقد نزلت من جانب الجود مَنْزِلاً
تقَرُّ به عينُ الذي هو نازل

فدرّت عليها من مراحم جوده
سحائبُ للعفو الجميل حوامل

لذاك تأتّى أن يقول مؤرّخ
سقى رمسَها مُزْنٌ من الجود هاطل