قَدِّمَ لأهوال المآب مَتَابَا - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

قَدِّمَ لأهوال المآب مَتَابَا
واعمَلْ فما التسويف منك صوابا

فإلى متى والعُمْرُ لَمْحَةُ بَارِقٍ
تلهو ويُوعِظُكَ النّصيحُ فتأبى

القَبرُ حَسْبُكَ لَوْ تُوَفَّقُ وَاعِظاً
والموتُ يكفي لَوْ عَلِمْتَ مُصَابَا

وإذا غفِلْتَ فإنّه لك مُوتِرٌ
قَوْساً متى تَدْعُ الفناَء أجابا

عمَّ الخَلاَئِقَ حُكمُهُ يَا لَيْتَهُ
لو كان يَمْنَعُ بالبقاء جنابا

كجَنابِ أحمدٍ السُهَيْلِيِّ الذي
لَبِسَ المحامدَ في الورى أثوابا

وَهُوَ الذي إِذْ خافَ فتنةَ وجهِه
ضربَ الحياَء على الجمال نِقابا

خَلْقٌ يَوَدّ البدرُ نَيْلَ تَمَامِهِ
وخَلاَئِقٌ تَسْبِي العقولَ عُجَابا

غَارَتْ من الدّنيا عليه مَنِيَّةٌ
شَوْقاً لهُ فاستعجَلَتْهُ شبابا

يا رَبِّ من وافاك أَحْوَجُ بائس
ولِغَيْرِ بَابِكَ لا يسوق رِكَابَا

فَاجْعَلْ له من فَيْضِ عَفْوِك مَوْرِداً
أشْهى من العَذْب الفُرَاتِ شرابا

واقْبَلْ مقالةَ من دعاك مُؤَرِّخا
نَوِّلْهُ في أعلى الفسيح ثوابا