مِسْكُ الصّلاة وأعطارُ السّلام تَلِي - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

مِسْكُ الصّلاة وأعطارُ السّلام تَلِي
عليكَ تغدو لها الأطيابُ في خَجَلِ

يا رحمةً أُهْدِيَتْ للعالَمين هُدىً
لو لم تكن لم يكن كَوْنٌ بديع حلي

يا سيّدي يا شفيعَ الخلقِ قاطبةً
إذ قول كلّ رسول ليس ذلك لِي

إنّا أتيناك في ظُلْمٍ لأنفسنا
مستغفرين من الأثقال في وَجَلِ

فانْظُرْ لزَوْرِكَ واستَغْفِرْ لهم كَرَماً
فإنّ فضلك بالإقبال لم يَزَلِ

إنّا ضيوفُكَ يا خَيْرَ الأنام قِرىً
ذوُو افتقارٍ إلى ما منك من نُزُلِ

جئناك من شَاسِعِ الأقطار يحملُنا
حُسْنُ الرّجَاءِ إلى إحسانك الهَطِلِ

لم نَعْدَمِ الْفَضْلَ مِنْ بُعْدٍ فكيف وقد
صِرْنَا بقربك مثل الشّمس في الحَمَل

يا رحمةَ اللّه في كلّ العوالم يا
محمّدٌ أحمدُ يا أفضلَ الرّسل

أَتيْتَ بالحقّ مِن عندِ الإله فما
أَخْلَدْتَ فيه إِلى عَجْزٍ ولا كسل

جاهدتَ حَقَّ جهادٍ في رضاه إلى
أن أَشْرَقَ الدّينُ في سهل وفي جبل

وقمتَ للّه في تبليغ ملّته
لم تَخْشَ يوماً ولم تحفل بِمُنْخَذِل

حتّى غَدَتْ مِلّةُ الإسلام ظاهرةً
تعلو على سائر الأديان والمِلَلِ

وذاك مِصْداقُ ما يُتلى لِيُظْهِرَه
برغم مَعْطَسِ أهل الكفر والخبل

طوبى لِمُتَّبِعٍ نوراً أتيتَ به
يُمشى به في رياض العلم والعمل

وَوَيْلُ مَنْ لم يُقم رأسا به فغدا
من خُسرِه في مهاوي الزَّيْغ والزّلل

ها نحن بين يَدَيْ نجواك نشهَد أنْ
لا ربَّ للخلق إلاّ الواحدَ الأزلي

وأنَّكَ الرحمةُ المُهداةُ منه لِمَنْ
سواه كيْ يستقيم الأمر عن مَيَل

وأنّ كلَّ الذي بلَّغْتَ من نبإ
حقٌّ وصدقٌ على التفصيل والجُمَل

هذي شهادتُنا ذُخْرِي لديك وَمَنْ
يستودعِ المصطفى ما خاب في أمل

نعَم ولي حاجةٌ في القلب تعلمُها
لا عَيْشَ لي دونها فاسْمَحْ بعيشك لي

نعَم وأخرى وقد جلّت ولستُ لها
أَهلاً وأنت الذي نرجوه لِلْجَلَل

يا كم قصدتُ لها مِمَّنْ يَضِنُّ بها
فكنتُ أَقْنَعُ بعد اليأس بالقفل

والآن جئتُك لا أُلوي على أحدٍ
أنت الجواد الذي يُعطي بلا مَهَل