العزّ باللّه للسّلطان محمودِ - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

العزّ باللّه للسّلطان محمودِ
ابن السّلاطين محمودٍ فمحمودِ

خليفةِ اللّه ما أعلاه من شَبَهٍ
بآدم ونبيّ اللّهِ داوود

من آل عثمانَ ساداتِ الملوكِ ومَنْ
جاؤوا كعقدٍ من الياقوت منضود

سادوا الأنام وشادوا الدين وافتتحوا
مِنْ كلّ ما فيه خَيْرٌ كُلَّ مسدود

هُمُ السلاطين ما ذرّت ولا غربت
شمسٌ على مثلهم في نصر توحيد

وجاء سلطانُنا المحمود بَعْدَهُمُ
بكلّ رأي من الآراء مسعود

وربّما جهل الإِنسانُ مقصدَه
فجاء فيه بِقَوْلٍ غَيْرِ مقصود

لم يُعْطِهِ اللّه ملكا في خليقته
إلاّ لمعنىً من الأغيار مفقود

دانت لدولته الأعناقُ خاضعةً
من كلّ ذي والِدٍ منهم ومولود

تخشى السلاطينُ من بُعْدٍ بَوَادِرَهُ
لِمَا له من جلالٍ غَيْرِ مجحود

وكلُّ باشا وإن جلّت مكانتُه
فليس غير فتىً في الرقّ مصفود

يا عزّ دين الهدى إن يخش منقصة
بكلّ قَرْمٍ من الإِسلام صنديد

وقوة من لدن ربّ العلا بهرت
برّاً وبحراً بنظمٍ غير معهود

الْعُجْمُ تشهدها والعُرْبُ تعلمها
شرقاً وغرباً من البيضان والسّود

أنت المُذِلُّ لِعُبّادِ الصّليب وإن
لوى الزّمان بإنجازٍ لموعود

لا يُخْلِفُ اللّهُ في نَصْرٍ مَوَاعِدَهُ
لكن إلى أجلٍ في العلم معدود

أنت المُؤَمَّلُ في كلّ المُهِمِّ فمَنْ
أتى لبابك قصداً غيرُ مطرود

وقد أَتَيْتُكَ من أقصى البلاد وفي
ظنّي الجميل بلوغي منك مقصودي

دامت معاليك للإِسلام مَرْحَمَةً
وللطُّغَاةِ عذاباً غَيْرَ مردود

بِحُرْمَةِ المصطفى أهدى الإِلاهُ له
أزكى تحِيَّتِهِ من غير تحديد

تَعُمُّ أتباعَه في الدين قاطبةً
والخلفاَء الى السلطان محمود