يا مَنْ بِتَوْزِرَ ضاقَ وَاسعُ صدرِه - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

يا مَنْ بِتَوْزِرَ ضاقَ وَاسعُ صدرِه
وغدا يُكَابِدُ ما اقتضاه الحالُ

وبدا تقلّصُ ظلّها عن شكلها
مُذْ غَيّرَت من حُسْنِهَا الأحوالُ

ورأيتَها تشكو إليك بحالها
وذهاب حسنٍ سامه اضمحلالِ

وغَدَتْ تنوح على الدّلال ودَلّها
حتّى رثيتَ لها ورقّ البالُ

بعد المديح لها بما تحويه من
حُلَلِ الجمال اللَّذْ به تختال

وشبيبة تزهو برونقها ومن
حسنٍ لها ضُرِبَتْ به الأمثالُ

هَوِّنْ عليكَ ولا تضِقْ ذَرْعاً فما
دامت منازل والدّوام محالُ

وتَسَلَّ بالمدن التي نُهِكَتْ فما
هي وحدَها قد مَسَّها الزّلزال

أتردُّها لشبابها من بَعْدِ ما
هرمت ومال قَوامُها العسّالُ

ثمّ امتطت متن المحدّب بعدما
لبّى بقيّةَ عمرها التّرحالُ

إذْ هي في زمن مضت حسناتُه
لو لم يَجُرْ فَذَهَا بُهُنّ حلالُ

لا سيّما مذ قد بدا خلفٌ به
وتَوَافَقَتْ في قبحه الأقوال

فعليك نفسَك فابْكِهَا لا تُوزرَا
واعْمِدْ لِخَيْرٍ والصّلاحُ كمالُ

نَهْنه فؤادَك من حُطام دنيّةٍ
وَاخْترْ لنفسك ما ارتضاه رجال

ذِكْرُ الإلاه وخَوْفُه يوماً به
تُسْرَى الخطوبُ على الورى وتُهالُ

فَهُما النّجا لا سيّما يوماً به
تترادف الحَسَرَاتُ والأهوالُ