الموتُ كَمْ فَجَع الورى وثباتُه - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

الموتُ كَمْ فَجَع الورى وثباتُه
إن لم يَثِبْ فَبِمَرْصَدٍ سطواتُه

كيف اغترارُك بالحياةِ وحَبْلُهَا
بيد المنون مدى الدّهور بَتاتُه

أوَليس في درْج القرون مواعظٌ
وشتات شَمْلٍ ما يقرّ شتاته

وكفى بموت العالمين مُنَبِّهاً
ينهى فتى نبضت به عَزَماته

فَتَزَوَّدِ التّقوى وأيّة خلّة
يسعى لها مَنْ قد أريد نجاته

وتأمل الدّنيا بأكرمَ عُمِّرَا
عن أن تمرَّ بها سُدىً أوقاته

كالهيشريِّ المرتضى حمّودةٍ
ذاك الإمامِ المنتقاةِ صفاتُه

فخر المحابر والمحارب زينة الخُ
طباء كم صَدَع النهى زجراته

صدر المحافل حلية القرّاء كم
سطعت بجوّ فؤاده آياته

لم يَأْلُ في طلب الرّضى من ربّه
فَتَشَابَهَت في قصده حركاته

ثم استجاب لربّه لمّا دعا
ومراده من فضله مرضاته

فأَنالَهُ أَمَلاً وفي تاريخه
جادت عليه بوبلها رحماتُه