أطاعتِ الرَّحْمَانَ في بشيرِهِ - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

أطاعتِ الرَّحْمَانَ في بشيرِهِ
ووافَقَتْ رضاه في اُمُورِهِ

فأصبحَتْ في حُلَلِ الرّضوانِ
رافلةً لَيْسَتْ كما النّسوانِ

وهَبْ إلهي بعد ذا ذرّيّة
طيّبةً صالحةً مَرْضِيّة

تَرِثُ منه العلمَ والأسرارا
والحِكْمَةَ العَلْيَاَء والأنوارا

سالكةً مسالكَ الصوفيّة
كارعة من عينها الصفيّة

يا واهباً يَحْيَى على وَهْنِ الْكِبَرْ
ومُتْحِفاً زَوْجَ الخَلِيلِ بِالبشَرْ

وليس في أمر الإِله عَجَبُ
وهو لتحسين الرّجا مُسْتَوْجبُ

سألتُك اللّهمّ بالمختار
وآله وصحبه الأخْيَار

ومُحرز ذاك الإِمامِ بنِ خَلَفْ
مَنْ جاء في التّقوى على هَدْي السَّلَفْ

بما أَنَلْتَهُ من المعارفِ
وما وَهَبْتَهُ من العوارِفِ

وابن عروسٍ عِيبة الأسرارِ
ذي الحِكَمِ السّاطعةِ الأنوارِ

كم نَبَّهَتْ بزجرها قلباً غَفَا
وكم شَفَتْ من واقفٍ على شفَا

وصاحب الإِمام مالك عليّ
ابن زيادٍ صاحب القَدْرِ الْعَلِيّ

وجَاهِ تلك الدرّة المكنُونَة
عائشةَ السيّدةِ المصونة

ذاتِ التصرّف الكبير القاهرِ
والسِّرِّ والنّورِ القويّ الظاهر

وجاء ليْثُ الغابِ مَنْصُورٌ وَمَنْ
نال من الأسرار فوق ما يُظَنّ

وسائِر الرّجال من أهل البَلَدْ
وكلِّ مَنْ كان له فيه مَدَدْ

وأولياء اللّه في كلّ الجهاتِ
مَنْ قد أتى فيما مضى أو آتِ

يا رَبِّ قدّمنا لَكَ الرّجالاَ
فلا تُخَيّبْ سيّدي الآمالا

وقد دعوناك على اضْطِرارِ
منكّسي الرّؤوسِ والأبصارِ

مستنجزين وَعْدَك المُوَفَّى
وكارعين وِرْدَه المُصَفّى

أَغِثْ أَغثْ أَنت مُغِيثُ المستَغيثْ
فما لنا سِوَاك يا رَبِّ مُغِيثْ

واغْفِر إلهي للجميع ما سَلَفْ
وامْنُنْ على الكلِّ بإِسْكَانِ الْغُرَفْ

وأَنِجحِ المَقَاصِدَ الجميعا
ويَسِّر الصَّعْبَ لنا سريعا

ويَسْاَلُ النَّاظِمُ إبراهيمُ
مَحبَّةً بذكرها يَهِيمُ