شموسُ الهُدى والحمد للّه شارقة - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

شموسُ الهُدى والحمد للّه شارقة
وأسياف أهل الدين بالحقّ بارقَة

وإنْ خَرَسَتْ عن نُصرَة الدّين أَلْسُنٌ
فكَمْ ألسنٍ مثلَ الأسنّة ناطقَة

متى لَمَسَتْ كفُّ الغُوَاةِ سماَءه
فلم تَرْمِهِمْ من حُرَّسِ الشُهب صاعقَة

ولا تحسَبوا أهلَ الحماية قد قضّت
فما سبقت إلاّ هنالك لاحقَة

ولا تيأسوا من ذاك إن مات صالحٌ
فهذا ابنُه راياته فيه خافقَة

ألم تنظروا ما أَطْلَعَتْهُ علومُه
من الحُجَجِ الّلاتي أبانت حقائقَه

كأنّ سَنَاها في دُجى البِدَعِ التي
بدت شمسُ أفقٍ للحنادس خارقة

بواترُ أمّا شهمُها فمحمّدٌ
وأمّا لِهَامِ الزائِغين ففالقة

لَعَمْرِي لقد حلّى من الدّين جيدَه
وتوّج بالتّصنيف فيه مَفَارِقَه

وأَنْطَقَ من داعي الهُدَى مُتَكَلِّماً
وأَخْرَسَ من فحل الضّلال شقاشقه

وذاك بيمن السيّد الأسعدِ الذي
لنُصْرَتِهِ للدّين حَمَّلَ عَاتِقَه

وأخْلَصَ في دَرْءِ الفساد طَوِيَّةً
أدَارَ على قُطْبَيْ هُدَاه مناطقَه

هو النّاصرُ المنصورُ حمّودةُ الذي
محامِدُه في الشّرق والغرب عابقة

لئن تحْلِف الأيّام أن لا ترى له
ولم تَرَ مِثْلاً فهي في ذاك صادقة

فدامت له الأيّام وهي مواسم
وآمالُنا فيها به وهي وارقة