كَحِّلْ بإثمد هذا الرّوض أجفانا - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

كَحِّلْ بإثمد هذا الرّوض أجفانا
واقْطِف سرورَك من مغناه ألوانا

واخْلَعْ عِذارَك في تحصيل واجبه
فلستَ أوّلَ جاني اللّهو أفنانا

واعْصِ العَذُولَ إذا وافاك منتصحِاً
فإنّه أَحْسَدُ الحسّادِ إنسانا

رَوْضٌ سَقَتْ غُرُّ آدابٍ خمائلَهُ
وقلّد الطّلُّ جيدَ الزّهر عقيانا

كأنّما الزّهرُ حُورٌ في أرائكها
تكلَّلَتْ من جواري الزّهر تيجانا

والرّيحُ من بينها مُضْنىً يعالج مِنْ
تقبيله لخدود النَّوْرِ أشجانا

ما هو إلا جنانٌ زُخْرِفَتْ أدباً
لِمْ لاَ وَغَارِسُه فِكْرُ ابْنِ رضوانا

ذاك الأديبُ ومَنْ شاعت فضائلُه
بحيث صارت على القُرْشِيّ عُنْوَانا

حَاوِي الكَمَالَيْنِ من حَسْبٍ ومن نَسَبٍ
وَمُحْرِزُ المجد أسراراً وإعلانا

إنْ يَنْتَسِبْ فهو خير الأَكْرَمِينَ أَباً
أَوْ يَحْتَسِبْ فَأَتَمُّهُمْ حُسْناً وإحسانا

أهداه حبُّ أميرِ المؤمنين إلى
أن جاء فيه بهذا الوضع برهانا

كأنّه قال مَنْ يهْوَى مَحَاسِنَهُ
لم يَسْتَطِعْ دونَ شرح الحبِّ كِتمانا

فلا يزال عزيز القصر خَادِمَه
ولن نَزَالَ لَهُمْ في المدح حسّانا