يا مثالَ النّعال تفديك نفسي - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

يا مثالَ النّعال تفديك نفسي
من مثال لم يحكِه من مثال

فزتَ منها بنسبةٍ ذاتِ وصل
تقتضي أن تُجَلَّ مثلَ النّعال

فهنيئاً بِكَوْنِ مثلك كانت
مَوْطِئَ المصطفى الكريمِ الخِلال

وهنيئاً لمشتفٍ منك يوماً
طالما عاقه حدودُ اللّيالي

مُدْنفٍ في بَرَاهُ شوقٌ فأضحى
كالهلال الجديد بل كالخيال

قبّل الوجنتين منك بوجد
واقتضى ما اقتضى بطيب وِصَال

واشتكى سائلاً إليك فولّى
غانما ظافرا بُنجح السؤال

إنّما أنت آيةٌ كلَّ حين
يجتديك الورى لضيق المجال

آيةٌ للرّسول تبقَى وكم مِنْ
آيةٍ للرّسول ذاتِ اتّصال

قد حكَتك العصا بتنويع سُؤْلٍ
غير أنّ العصا غَدَت في زوال

والعصا خُصّصَتْ بموسى ولكن
عمّ كلَّ العبادِ نفعُ المثال

فانظرِ الفضلَ يا أخا الفضل واعْلَمْ
أنّ فضل النبيِّ في كلّ حال

يا نبيَّ الهدى وخَيْرَ كريمٍ
باسطاً كفَّهُ لبذلِ النَّوَال

ومُرَجَّى الورى إذا عمّ خَطْبٌ
ظنّ منه البريءُ نَيْلَ النّكال

يوم لا ينفعُ الخليقةَ شيءٌ
غَيْرَ تقديم صالحِ الأعمال

إِنّ لي مطلبا وليس سوى أن
تقبلَ الخوجةَ الحميدَ الفعال

تَرتَضِيه لنَيل أجرٍ وعفوٍ
وفسيحٍ من القصور العوالي

وجِوارٍ في عِلِّيّين إذا ما
عمّ أهلَ الوقوف خوفُ الوبال

وتُرِيه يا أكْرَمَ الخلق وجهاً
حاز مَنْ قد رآه كلَّ المعالي

صاحبُ الطّابع المُعَلَّى مُحِبٌّ
فيكَ يبغي رضاكَ يا خيرَ عال

فُنُقٌ صالحٌ رؤوفٌ رحيمٌ
يبتغي من نداك حسن المآل

فَاكْسُه من رضاك سِتْراً عميماً
سابغاً ضافياً وفيَّ الكمال

وصلاةٌ على الرّسول دواماً
عَرْفُها شاملٌ لِصَحْبٍ وآل