على قَدَرٍ وَافَتْكَ عَالِيَةَ القَدْرِ - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

على قَدَرٍ وَافَتْكَ عَالِيَةَ القَدْرِ
ويا طالما حنّت إلى وجهك البدري

وساعدها بَخْتٌ ولولاه ما اهتدت
إلى أن ترى شمسا على صفحة الدّهرِ

وذلك لمّا آن للحقّ نُجْحُه
وللدّين من صَدْعٍ له أيّما جَبْرِ

وللعدل إسعادٌ وللعلم دَوْلَةٌ
وللشّرع إعزازٌ تَيَسَّرَ مِنْ عُسْرِ

وللخطّة الشمّا خلافة أحمد
مسير على حمدٍ ووقف على شكر

أليست من الشيخ الإِمام تمسّكَتْ
بعُروته الوثقى ومعقِله الوَعْرِ

أَلَمْ تَأْوِ من دون الأنام إلى حِمَى
أبي حَفْصٍ المحجوبِ ذي العزّ والفخر

إلى عُمَرَ الأزكى فِعَالاً ومحتِداً
إلى واحد الدّنيا جميعا بلا نُكْرِ

أَمَا إنّه النِّحريرُ والجهبذُ الذي
به عَجُزُ الأَعْصَارِ رُدَّ إلى الصّدر

معاليه في نحر الزمان قلائدٌ
معانيه أزهارٌ على أوجه الزهر

فلا نُورَ إلاّ من مصابيح علمه
ولا نَوْرَ إلاّ من سحائبه الغُرّ

شمائِلُ آباءٍ كِرَامٍ وإخوةٍ
فِخَامٍ فَيَا فَخْراً أُضِيفَ إلى فخر

خِلاَلٌ تخيّرت الأمْجَاد مَوضعا
فكانوا لها دُرّاً على وجهها الدرّيّ

خلائِقُ في سود اللّيالي تبلّجت
به الملّةُ البيضاءُ باسمةَ الثّغر

تَوَارَثَها منهم وليدٌ وَوَالِدٌ
عن الوالِدِ المبرور والوَلَدِ البَرِّ

عن الدّوحة العلياء والسّرحة التي
تنسّم رِيُّ الفتح عن زهرها العطري

عن المصطفى المختار أكرم والد
حباهم بما معناه لم يَجْرِ في فِكْرِ

وحسبك ما قد ذاع من عِلْمِ قاسم
وقُلِّدَ من فخر وفُجِّرَ من بَحْرِ

ومهّد مِنْ مَجْدٍ وجدّد مِنْ هُدًى
وأوْسَعَ من فضلٍ وأورث من ذكر

فمن كان مرتاباً فهذا محمّد
إلى ضوءه تعشو البدور إذا تسري

ويُشْرِقُ في وجه الشريعه نُورُه
ويُغْنِي ظلامَ اللَيل عن طلعة الفجر

ويمسح أجفاناً مِنَ الحيف جُرِّحت
ويكشف عن حقٍّ من الجهل في سَتْرِ

إلى مَالَهُ ممّا لَوِ الدّهرُ حاسبٌ
وقد رام إحصاءً لما جاء من نزر

كَمَالُكَ يا معنى المديح وقصدَه
ومَنْ وَصْفُهُ يُهْدَى إلى الشّعر والنّثر

وَمَنْ بَارَكَ المولى على الدّهر كُلِّهِ
بخطّته الميمونة السرِّ والجهرِ

ومَنْ نشرَ الرّحمانُ من رحماته
علينا به ما لم يكن قَبْلُ في نشر

ومَنْ سطعت بَيْضا دلائلُ يُمنه
فأصبحتِ الغبراءُ في حُلَلٍ خُضْر

فَيَهْنِي الورى عَيْشٌ بعيشك أَرْغَدٌ
وإسْعَادُ دَهْرٍ عن سعودك مفترِّ

وعِزٌّ وتأييدٌ بكلّ عناية
وَأَمْرُكَ مَسْمُوعٌ وَعِزُّكَ في نصر