هذا ضريحٌ يَا لَهُ من مشهدٍ - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

هذا ضريحٌ يَا لَهُ من مشهدٍ
غَربَتْ به شمسُ البشيرِ محمّدِ

انظرْ له ماذا حوى من بهجةٍ
وسنا بأنوار الهدى متوقّد

لم يخلُ بعد الشّيخ من عِلْمٍ ولا
تقوى كأنّ بشيرَه لم يُفْقَدِ

ذاك الذي لَبِسَ التصوّفَ حليةً
أَوْلَتْهُ في التّسليك أصدقَ مقعد

وهو الذي لا وِرْدَ يعذب شربُه
إلاّ له منهنّ أعذب مَوْرِد

وهو الذي لا مَنْ رآه فلم يقل
ما مثله من ناسكٍ مُتَعَبِّد

سَلْ عنه مكّة والمدينةَ كم طوى
بِخُطَى المطيِّ إليهما من فَدْفَدِ

وَسَلِ العُفَاةَ ببابه كَمْ فاض مِنْ
سَيْبٍ تلاطم مثل بحرٍ مُزْبِدِ

من عصبةٍ نطق الكتابُ بطُهرِهم
ودعا إلى تعظيمهم بِتَوَدُّدِ

آلِ الرّسول السّادةِ الأشرافِ مَنْ
وَرِثوا السّيداةَ سيّداً عن سَيِّدِ

زانتهُمُ التّقوى وكلُّ فضيلةٍ
وبفِضّةٍ فخَر السّوارُ وعَسْجَدِ

مَنْ مِثْلُهم فَضْلاً وكُلُّ مُوَفَّقٍ
بِهُدَاهُمُ في نَيْلِ فَضْلٍ يغتدِي

لا تعجَبُوا إنْ قَدْ سَمَا أبناؤُهم
في المَكْرُمات إلى محلّ الفرقدِ

مثل الونيس السيّد المفضال مَنْ
بلغ المنى في سرّه المتفرّد

لمّا مضى جاء البشيرُ بإثره
نوراً به باغي الهداية يهتدِي

رائيه يذكر ربّه عن غفلة
وفؤاده يَحْيَى بقولٍ مرشدِ

ولكم دعا فَانْقَادَ صَعْبُ مقاصدٍ
بدعائه ولغيره لم يَنْقَدِ

شاعت مكارمُه وفَاتَكَ عَدُّها
إِنْ رُمْتَ إحصاَء النجوم فَعَدِّدِ

فاقْصدْ زيارتَه بقلبٍ خالصٍ
وَادْعُ الكريمَ فإنّه بالمرصد

لا غَرْوَ ان قد قلتُ فيه مؤرّخا
بحماه لُذْ فلك المنى بالمقصد