حَمْدا لمكرمنا بأيّ عوارف - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

حَمْدا لمكرمنا بأيّ عوارف
شَمَخْتَ عن الإِحصا بأنفٍ آنفِ

وصلاتُهُ وسلامُهُ أبداً على
مُجْلِي الرّجا بصوارم وعوارفِ

ولكلّ من والاه أّغْدَقُ رَحْمَةٍ
ينهلّ دائمُها انْهِلاَلَ الواكفِ

هذا ولمّا ساقني القَدَرُ الذي
ما في وقوع صروفه من صارف

نَحْوَ القُسَنْطينيَّةِ البَلَدِ الذي
لا يُسْتَطاعُ جمالُه للواصف

نَفَحَتْ لروحي نفحةً مِسْكِيَّةً
كانت مُسَكِّنَةً لقلبي الواجفِ

وأنار لي منها ضياءٌ خاطفٌ
خِلْتُ البيوتَ سماَء ذاك الخاطفِ

فسألتُ ما هذا النّسيمُ وذا الضِّيَا
قالوا ألم تسمع بأحمدَ عارِفِ

ذاك الذي أخلاقُه كالرّاح في
لُطْفٍ يَلَذُّ مَذَاقُه للرّاشفِ

أو أنّها هاروتُ في سحر النّهى
إن لم نقل سرٌّ سرى من آصف

وإذا رأيتَ جبينَه مُتَهلِّلاً
فعلى بدور التِّمِّ لستَ بِآسِفِ

وإذا سمعتَ علومَه فاسْمَعْ إلى
تلك البحورِ طَمَتْ فهل من غارف

قَسَماً بما يحويه من حَسَبٍ ومِنْ
نَسَبٍ وفضلٍ لاحقٍ أو سالِفِ

لَوْ أَبْصَرَ النّعمانُ بهجةَ حُسْنِهِ
لاهتزّ عِطْفاً كاهتزازِ العاصف

هذا ومن عَجَبٍ رأيتُ سُؤَالَه
منّي إجازتَه كَشَيْخٍ عارِفِ

كلاّ وإنّى والذي رفع العُلاَ
أَحْرَى بأن أَرْوِي عليه صحائِفِي

لكنّني لا أستطيع خلافَه
وعليه فيما شاء لَسْتُ بخالِفِ

فأقول إنّي قد أَجَزْتُ له الذي
قد صحّ لي من تالدٍ أو طارفِ

موصىً لإِبراهيمَ منه بدعوةٍ
يرجو الرّياحي بها أمان الخائف

جميلُ ظنوني نَحْوَ عفوك ساقني
وإن كان لي قلبٌ بِخَوْفِكَ واجفُ

وذنبي وإن حقّت عليّ جحيمُه
فَعَفْوُكَ ظِلٌّ لِلْمُؤَمِّل وارفُ

وفي المصطفى الهادي لمثلك أُسْوَةٌ
وكم مُجْرِمٍ وَافَتْهُ منه عواطفُ

وهل ذاك إلاّ أنّ ذُخْراً تُعِدّه
وذكرا تولّى نَشْرَهُ لك عارفُ

وما بعد نَشْرِ الذّكر للمرء مَفْخَرٌ
ولا بسوى مدحٍ تشفَّع خائفُ

وحاشا لفضلٍ منْكَ أن يُنشِدَ الورى
وقد عَلِمُوا أنّي بِبَابِكَ واقفُ

ومِنْ قَبْلُ نادى كلُّ مولى قرابةً
فما عطفت مولىً عليه العواطفُ