هَلَمُّوا بني أمّي إلى جنّة المأوى - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

هَلَمُّوا بني أمّي إلى جنّة المأوى
تَرَوْا حُسْنَ ما فيها من الْمَنِّ والسَّلْوَى

إلى مجلسٍ طابت عناصر سرّه
بفضل الإِلهِ عالمِ السرّ والنَّجْوَى

جرت فيه من فَيْضِ الرّسول سحابةٌ
فهو كما تدري حصونٌ من البّلْوَى

على كلّ ذي شَأْوٍ فأصبح في الورى
عَلِيَّ الذّرى لا يدركون له شَأْوَا

فَقُلْ للّذي ينهاك عن طيب نشره
ويعذل ما لي عن محاسنه سَلْوَى

إلى حضرة الأَزْكَى المكمّل مَنْ له
بَرَاهِنُ فضلٍ عن جميع الورى تُرْوَى

إمام الهدى هو ابْنُ عيسى محمّدٌ
شريفُ الورى أَصْلاً وأَكْرَمُهُمْ مَثْوَى

قديماً عَلاَ حتى تمهّد ذروةً
تُذَرّي فحولَ النّاس ما دونها ذروى

ألا يا ابنَ عيسى مَنْ يساويك رفعةً
وهل يستوي أعلى الروائح بالأَسْوَا

حِمَاك وإلا ما تُنالُ حمايةٌ
وحُسْنُكَ أَوْ كُلُّ المحاسن لا تُهوى

وفيك وإلاّ ما تَوَشَّحُ مِدحَةٌ
ومنك وإلاّ مَنْ يجيب بذي الشّكْوَى

ففيك أماني يا مُناي ومنيتي
وأترك من يروي ملاميَ لا يروى

وأقتل نفسي في رضاك صبابةً
إلى أن أرى وَجْهَ العواذل لي يُشْوَى

دعوني ولومي في ابن عيسى فإنّني
أرى لَوْمَهُ أشهى من المنّ والسّلوى