انْظُرْ له تَمَّتْ مغاني حُسْنِهِ - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

انْظُرْ له تَمَّتْ مغاني حُسْنِهِ
مُتَعَبَّداً للّه مُذْكِرَ عَدْنِه

سَطَعَتْ محاسنُه سَناً فكأنّما
شمسُ الضُّحَى بَزَغَتْ لما من رُدْنِه

وتبيَّنَتْ في وجهه وردائه
إنّ السّعادةَ رَشْفةٌ من مُزْنِه

قَرَّت بطلعته عيونُ أُولي التّقى
واستبشرت بمنائحٍ من يُمْنِه

لا غَرْوَ إذْ قُطب المعارف والهدى
ساقي مُهَيِّمِهِ وراقي حُزْنِه

الشاذلي وما أبو حسن ومن
عزت عن الإفصاح عزة شأنه

يا رُبَّ غَاوٍ قد هدى ولَكَمْ فَتىً
عَانى الهوى فافتكَّه من سِجنه

ولكنْ وَلِيٍّ نَالَ وزن ولايةٍ
والشّاذليُّ به استقامةُ وزنهِ

شيخ الطّريقهِ في بنيه مُرَبّياً
فكفاه عن شرح الطريق ومتنه

وأبان في أحزابه نوراً لمن
وقع القّذَى في قلبه أو جفنه

لا سيّما الحزبُ الكبير وما حوى
من سِرٍّ انْزَلَهُ الإله بإذنه

باللّه شَنِّفْ مسمعي بحديثه
وأَدِرْهُ كأساً واسْقِنِي من دَنِّه

واسْمَحْ به صِرْفاً فإنّ قتيلَه
يبقى على رَمَقٍ ولم يَسْتَفْنِه

فأنا المُصابُ بحبّه وأرى الورى
كلٌّ أصيب بحبّه من فَنِّه

كلٌّ يرى سوقَ البضائع رابحاً
فيما لَدَيْهِ وغَيْرُه في غَبْنِه

يا ذاكرين اللّه في أرجائه
بُشْرَاكُمُ يومَ المَخافِ بِأَمْنِه

واللّه يذكرهم بذِكْرِكُمُ له
ويُحِلُّكم من ذكره في حصنه

وطوائفُ الأملاكِ قد حَفَّتْ بكم
فَلْيَكْفِ ذلك ذاكرا وَلْيَهْنِهِ

هذا وما لخصوص أهل طريقكُم
شَرَفٌ عظيمٌ لا يُقام بِمَنِّه

فاسْعَوْا إليه بكلّ قلبٍ حاضرٍ
غَيْرُ الرّضى من ربّه لم يَعْنِهِ

ودعوا الهوى فَهُوَ الذي عاق الورى
فلَكَمْ رِهَانٍ أُغلِقت في دَيْنِه

وتمتّعوا يا زائريه بمنظرٍ
يهدي لِمَنْ قد زار قُرَّة عينه

وتأمّلوا كيف اعتنى عُمَرٌ به
وأمدّه التوفيق منه لِعَوْنهِ

فبنى به سَعةً زوائدَ وافقت
يُمنَى مُهَندِسِهَا رِيَاضَةُ ذِهنِهِ

إنّ المَقامَ بدونها حسنٌ وفي
تاريخا تمّت زوائِد حسنه