سَكَنَتْ فسيحاً في الجنان ظليلا - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

سَكَنَتْ فسيحاً في الجنان ظليلا
وقطوفها قد ذُلِّلَتْ تذليلا

لا تحسبوها في الثّرى ومَقيلها
تهوى الثريّا أن تكون مقيلا

بنتُ الهُمَامِ عليٍّ الملكِ الّذي
لم يتّخِذْ غَيْرَ الصّلاح خليلا

وحليلةُ الباشا الهمام أبي الثّنا
وكفى بمحمودِ الخليل حليلا

أمُّ الملوك وأختُهُم يا مَنْ رأى
حَسَباً لذا الحَسَبِ العريقِ مثيلا

شرفٌ لَوَ أنَّ الشّمسَ تملِك بعضَه
لم تتّخِذ نحو الغروب سبيلا

أَلَهَا كامِنَةٍ يدٌ مبسوطة
عَطْفاً على الفقراء أو تقبيلا

طالت خطاها والخطى مقصورة
فيما يكون به الكمال طويلا

نَسَجتْ على النّوْل القديم طرازَها
وَرَأَتْ سَدَى ذاك الهدى تبديلا

وتمسّكت بِعُرَى الدّيانة كفُّها
وتبتَّلتْ لمعادها تبتيلا

ثمّ انقضت والفيضُ يعبق نشرُه
عبقا على حُسْنِ المآب دليلا

ومضت إلى الفرْدَوْس في تاريخها
يا حبّذا جودٌ حَوَتْهُ جميلاً