عِشْ ما تشاءُ لذاذةً وحبورا - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

عِشْ ما تشاءُ لذاذةً وحبورا
إنّ القصورَ ستسحيلُ قُبورا

يا غافلاً لم ينتبه لِمُذَكِّرٍ
أَفَما كفى داعي المنونِ نَذيرا

كم من رفيع في أَسِرَّةِ عِزِّهِ
خفضوه في ذلّ التّراب أسيرا

وَبِمَوْتِ أهل العلم أبلغُ واعظ
يهدي إلى كون الحياة مرورا

وبها اعْتَبِرْ فضريحُ أحمدكم طُوِي
بِمُغَيَّبٍ في طَيِّهِ منشورا

غَرَبَتْ لِبَارُودِيِّهِنّ محاسن
يا طالما أَشْرَقْنَ فيه بدروا

قد كان في وجه المحافل غُرَّةً
وعلى المنابر قُسَّها المشهورا

ولطالما قَرَعَتْ زواجرُ وَعظِهِ
صُمًّا وماذا قد شرحن صدورا

أمّا إذا يتلو الكتاب فإنّه
يهدي لأَِمْوَاتِ القلوبِ نشورا

عَظُمَ المُصابُ به وأحرى مذهب ال
نُّعمانِ إِذْ لهُدَاهُ كان نصيرا

ركدت رياح زئيره فكأنّه
ما كان ليثاً في الرّجال هَصورا

إنْ يَمْضِ فهو سبيلنا وَمَنِ الذي
كَتَبَتْ له يُمْنَى الخلود ظهيرا

لبّى المُنَادِيَ واستجاب لربّه
يرجو رضاه وفَضْلَهُ الموفورا

يا رَبِّ حَقِّقْ فيه قَوْلَ مؤرّخ
ألقاه وجهك نضرة وسرورا