وعَدْتَ الذي يدعو وها أنا سيّدي - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

وعَدْتَ الذي يدعو وها أنا سيّدي
دعوتُك مضطرّاً وأنتَ سميعُ

وحقّقتُ يأسي مِنْ سواك لفقره
وجئتُك محتاجاً فكيف أضيعُ

وناديتُ والآمال فيكَ قويّةٌ
وقَلْبِيَ من ضرب الذّنوب وجيعُ

وفي عَمَلِي سُقْمٌ وعِلْميَ شهوةٌ
وفي الصّدر رَوْعٌ للحساب مَرُوعُ

أَتُطْرِدُنِي عن باب فضلك سيّدي
وروضك للعافي الفقيرِ مَريعُ

وكيف يُرى ظنّي لديك مخيّبا
وعندي على طردي إليك رجوعُ

وهل لِيَ من مولى سواك أرومُه
تَعَالَيْتَ وَصْلِي من سواك قطيع

وأيُّ نَوالٍ غَيْرَ فَضْلِكَ يُرْتَجَى
وأيّ حِمىً إلاّ حِمَاكَ منيع

لئن حَجَبَتْنِي عن نَوَالِكَ زَلَّةٌ
تَلَظَّتْ لها منّي حشىً وضلوعُ

وأَخْلَدَني منها إلى الأرض شهوةٌ
وَقَهْقَرَني وَجْدٌ بها ووُلوعُ

فما بِيَدي حَوْلٌ ولا لِيَ حيلةٌ
سوى أنّني نحو الدّعاء سريع

بإذنِكَ توفيقي وفضلُك واسعٌ
إذا لم تُوَفِّقْنِي فكيف أطيع

أُسَوِّفُ بالإقلاع قلباً مقلّباً
وعَالَمُ حِلْمٍ منك فيك طموعُ

وقد صَدَّنِي عن ذاك قلبٌ مُغَفَّلٌ
له كُلَّ يوم في هواه وُقوعُ

عَسَى أَثَرُ العِصْيَان بالذّنب يمتحي
وللّه في أهل الرّجاء صنيعُ

فكم سَعَةٍ وافت على حين شدّةٍ
وقد يُرْتَجَى بعد الغروب طُلُوعُ