أُعِيدُها هيفا بربّ الفَلَقِ - إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي

أُعِيدُها هيفا بربّ الفَلَقِ
ماذا حَوَتْ من بهجةٍ ورَوْنَقِ

قد آنَقَتْ كلَّ حبيب رَمِقِ
و فَلَّقَتْ قلبَ حسودٍ حَنِقِِ

إذ وسقت ما يُنْتَقى في نسق
من رائق المعنى و مبنى رَيِّقِِ

كم قنصت من شاردٍ في وَلَقِ
وقّيدت من عابدٍ في طَلَقِ

وفتّقت من مُلْتَوٍ مرتبق
وفتّحت من كلّ كنزٍ مُغْلَقِ

للرّوضة الغنّاء في تألّق
بنورها مبتسما عن عَبَقِ

وسلسبيلُها المَعين الغدقِ
يجرى على حصباء درّ لقق

نسيمها الصّبا انْبَرت من مشرق
للصبِّ قد هبّت بِبُرءْ الحرق

وطيرها بسجعه المفترق
يجلو عن القلب الأسى كالغَسَقِ

تحكي لها بعض جمال مبرق
إذ ما لها في ذاك من تَعَلُّقِ

ولا رداع هي قيد الحدق
قد أقبلت بكلّ حُسْنٍ مُشْرِقِ

يقول رائيها بفرط الحرق
كأنّها ما خُلِقَتْ من عَلَقِ

سبحان من خلقها من علق
ولا مثانٍ أطربت ذا قلق

ممّن تثنى بقوامٍ رشِقٍ
يسقي نداماه بكأس مُدْهَقِ

من سحر عينيه وخمر المنطق
وكيف لا وقد أتت بفيلق

من مدح سيّدٍ عظيم الخُلُقِ
فأضرمت ناراً بقلبٍ شيّق

ونثرت عقيق دمع مغرق
ما هي إلاّ جَنّةٌ في مُهرَق

قد أثمرت بكلّ خير مغدق
من دونها في القدر تاج المفرق

وكلّ عقدٍ فوق جيد غوهق
وكلّ شاعر مجيدِ مفلق

ليس له إلاّ انحطاط العتق
للّه مُنْشِئُها رئيسُ السّبق

ابنُ التّهامِيّ الرّضَى المُوَفّقِ
محمّدٌ ذاك الهُمَام المُتّقِي

نسيجُ وحدِه لقول مُطْلَقِ
جازاه ربّه مقاما يرتقي

ومنية والأمن يوم الفرق
بما امتطى من نصَبٍ وأَرَقِ

وما ابتغى من سلّم ونفق
حتّى أتى بمدح بحرٍ دغفقِ

في حقّ خيرِ صادقٍ مصدّقِ
صلّى عليه اللّه من مؤتلق

أضاء بالأنوار كلَّ أُفُقِ
والآل والأصحاب أهلِ السّبَقِ