نصفي الآخر - كمال خير بك

سألتني احدى الصديقات : كيف تريد حبيبتك ؟
قل أريدها:
سرابية الخطو.. مستعجله
تمون قلبي أحاجي
وتملؤه أسئله.
تجيء كنسمه
وتمضي كنسمه
فتترك شوق المكان لهيباً..
وتشرب اسمه.
عجينية الشكل.. لا ترتدي
مصيراً معين
تصير كما تشتهي
تصير كما أشتهي
نبيذاً بكأسي
وضوءاً بيأسي
ودرباً جميلا مزين
غدائرها الهاجمات كنقمه
كشلال عتمه
كنهر حكايا عتيقه
كسور حديقه
تمرع في هبة عاصفه
فثمة عروه
وثمة دروه،
أخبىء عيني فيها..
لاسرقها لمحة خاطفه
فأعرف مشتل حبي
ومن أين يرضع قلبي
وأين يحط جناحي
ومن أي بركة وحي..
يهل صباحي.
تريد كثيرا..
وتحكي كثيرا:
تريد حليب السنونو
وتسأل ما لا يكون
تقول: اعتصرني
تقول: اختصرني
على الدرب زهره..
على الشط صخره..
وخلف صقيع المساء
سراجاً وجمره.
تقول: انسفح في وجودي بدايه..
ومعنى وغايه
وصر في لساني
رضاباً، وعطراً، وكلمه
ودفق أغاني
وصر فوق ليل الزمان..
شراعاً ونجمه
وكن في خمولي
يداً تعمر
وفأساً.. وشبابة تهدر
وخفقة لحن بطولي.
تقول: وكن في ذهولي
دماء تخف
وجفنا يرف
وقلباً كبيراً يدق.. ومقله
وحبة قمح.. وشتله
تفج التراب، وتنمو،، صبيه
وتثقب صدر السماء..
وتقعد فوق جبين النجوم.. نبيه
تقول: تعال نسو الخريف ربيعا
ونرجع ثغر الجمال، الفطيم، رضيعا
ونجعل كل شموس الزمان..
قطيعاً قطيعا
نهش عليها..
بألف نداء وقلب
ونمشي اليها..
بغير جناح ودرب
فنقطف منها غدا مرمريا
ولحنا غنيا
وعمراً وضيء السنا، سرمديا
.. وأنسى كياني
لبضع ثواني
وأنت تغز التفاتك فيا
وأشعر أن الوجود أسير لديا
لان الصباح يغرد في مقلتيك.
وفي مقلتيا!!