أبعدَ ستينَّ لى حاجٌ فأطلبها ؟ - محمود سامي البارودي

أبعدَ ستينَّ لى حاجٌ فأطلبها ؟
هَيْهاتَ، ما لامْرِىء ٍ بَعْدَ الصِّبَا حاجُ

إِنَّ ابْنَ آدَمَ في الدُّنْيَا عَلَى خَطَرٍ
لا يَسْتَقِيمُ لَهُ قَصْدٌ ومِنْهاجُ

كأنما هوَ فى فلكٍ تحيطُ بهِ
مِنْ جانِبَيْهِ أَعاصِيرٌ وأَمْواجُ

يهوى البقاءَ ، ومكروهُ الفناءِ بهِ
ويستعِزُّ بأمنٍ فيهِ إزعاجُ

لا أَحْفِلُ الطَّيْرَ إِنْ غَنَّتْ، وإِنْ نَعَبَتْ
سِيَّانِ عِنْدِي صَفَّارٌ وشَحَّاجُ

يستعظمونَ منَ الحجَّاجِ صولّتهُ
وكلُّ قومٍ بهِم للظُلمِ حجَّاجُ