هل فى التَّصابى على امرئٍ فنَدُ ؟ - محمود سامي البارودي
هل فى التَّصابى على امرئٍ فنَدُ ؟
أَمْ هَلْ يَعِيبُ الفَتَى الكَرِيْمَ دَدُ؟
كلُّ مَسوقٌ لما أُريدَ بهِ
فَفِيمَ هَذَا الْخِصامُ وَاللَّدَدُ؟
وَأَيُّ لَوْمٍ عَلَى امْرِىء ٍ طَلَبَ الْـ
ما شَذَّ عَنْ طَبْعِ وَالِدٍ وَلَدُ
وَلَوْ تَسَاوَى الرِّجَالُ فِي خُلُقٍ
لَزالَ هَذا الخلافُ والحرَدُ
والنَاسُ شَتَّى وإن هُمُ اجتمعوا
فى واحدٍ ليسَ قبلهُ أحدُ
فَزَائِغٌ في الضَّلاَلِ مُنْهَمِكٌ
وَنَاسِكٌ فِي الصَّلاَحِ مُجْتَهِدُ
وأى ُّ لومٍ على امرئٍ طلبَ الـ
ـلهْوَ وَأَثْوَابُ عُمْرِهِ جُدُدُ
لكلِّ عَصرٍ من كبرة ٍ وصباً
شَوطٌ لهُ بعدَ مُهلة ٍ أمَدُ
فاسعَ لما شئتَ غيرَ متئدٍ
فَلَنْ يَحُوزَ الْكَمَالَ مُتَّئِدُ
لَوْلاَ سُرَى البَدْرِ مَا اسْتنَارَ، وَلاَ
أَدْرَكَ شَأْوَ الخِطَارِ مُنْجَرِدُ
ولا يهمَّنكَ لومُ ذى حسدٍ
فشأنُ أهلُ العداوة ِ الحسَدُ
لوْ حَذِرَ الْمَرْءُ كُلَّ لاَئِمَة ٍ
لضاعَ منهُ الصَوابُ والرَشَدُ
وَلَوْ أَصَخْنَا لِكُلِّ مُنْتَقِدٍ
فَكُلُّ شَيءٍ في الدَّهْرِ مُنْتَقَدُ
والهُ بما شئتَ قبلَ مندَمَة ٍ
يكثُرُ فيها العناءُ والكمَدُ
فَلَيْسَ بَعْدَ الشَبَابِ مُقْتَرَحٌ
ولا وراءَ المشيب مفتقدُ