إنَّ " سرنديبَ " على حسنها - محمود سامي البارودي
إنَّ " سرنديبَ " على حسنها
يَسْكُنُهَا قَوْمٌ قِبَاحُ الْوُجُوهْ
منْ كلَّ فدمٍ لائكٍ مضعة ً
يمجها كالدمِ في الأرض فوهُ
تحسبهُ منْ نضحِ أشداقهِ
رَكِيَّة ً تَجْرِي دَماً، أَوْ تَمُوهْ
لاَ يُشْبِهُ الْوَالِدُ مَوْلُودَهُ
منهمْ ، وَ لاَ المولودَ منهمْ أبوهْ
يغلظُ طبعٌ منهمُ فاقدٌ
مَزِيَّة َ الْعِلْمِ، وَوَجْهٌ يَشُوهْ
منْ أينَ يدري الفضلَ معدومهُ
لا يعرفُ المعروفَ إلاَّ ذووهْ
لاَ تَلْبَثُ الحِكْمَة ُ مَا بَيْنَهُمْ
وَ لاَ يريثُ الفضلُ حتى يتوهُ
تَظُنُّ بَعْضَ الْقَوْمِ عَلاَّمَة ً
وَ هوَ إذا ينطقُ هامٌ ينوهْ
لا تعرفُ المرءَ بأخلاقهِ
في غمرة ِ العالمِ حتى يفوهْ