وَيْلاَهُ مِنْ نَارِ الْهَوَى - محمود سامي البارودي

وَيْلاَهُ مِنْ نَارِ الْهَوَى
وَآهِ مِنْ طُوْلِ الْجَوَى

أرسلتُ طرفي رائدا
فما علاَ حتى هوى

وَ سارَ قلبي خلفهُ
فَلَمْ يَعْدُ حَتَّى اكْتَوَى

قَدْ طَالَمَا زَجَرْتُهُ
يا لَيْتَهُ كَانَ ارْعَوَى

لكلَّ شيءٍ آفة ٌ
وَ آفة ُ القلبِ الهوى

أما كفى هذا الجفا
حَتَّى أَعَانَتْهُ النَّوَى ؟

أينَ اللوى وَ عهدهُ ؟
أيهاتَ عهدٌ باللوى

و ظبي أنسٍ سمتهُ
إِنْجَازَ وَعْدِي، فلَوَى

طَلَبْتُ مِنْهُ قُبْلَة ً
فازورَّ عني ، وَ التوى

وَسُمْتُهُ وَعْدَ الْمُنَى
فَانْحَازَ عَنِّي، وَانْزَوَى

يا سائلي عنْ حالتي
دعني ؛ فصبري قدْ ذوى

وَ كانَ قلبي راشداً
لكنهُ اليومَ غوى

أوقعِ في أشراكهِ
لكلَّ حيًّ ما نوى

فَكَيْفَ أَمْضِي فِي الْهَوَى
وَ الجسمُ محلولُ القوى

وَأَيْنَ أَبْغِي نَاصِراً؟
هيهاتَ ، وَ الخيرُ انطوى

أصبحتُ في تيهورة ٍ
يَسْأَمُ فِيهَا مَنْ ثَوى

لاَ صاحبٌ وافى ، وَ لاَ
خلٌّ إلى حالي أوى

فيا إلهي ! راعني
وادْفَعْ عَنِ النَّفْسِ التَّوَى

وَ لاَ تكلني للتي
لَوْ صَادَفَتْ نَجْماً خَوَى